مناهج الدراسات الاجتماعية وتعزيز الهوية الثقافية والتماسك الاجتماعى في ظل متغيرات العصر الرقمى

مناهج الدراسات الاجتماعية وتعزيز الهوية الثقافية والتماسك الاجتماعى في ظل متغيرات العصر الرقمى

مناهج الدراسات الاجتماعية وتعزيز الهوية الثقافية والتماسك الاجتماعى في ظل متغيرات العصر الرقمى
الأستاذ الدكتور رضي السيد شعبان 
مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية - المجلد 22، العدد 147 - مارس 2025


لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر على الرابط التالي: 
https://tinyurl.com/5aasd3vt


يواجه المجتمع العديد من التغيرات الاجتماعية والأخلاقية والفكرية والاقتصادية والسياسية والبيئية التي تهدد استقرار الدول وتتطلب خلق هوية موحدة ليس بها تعصب إلى قبيلة أو عرق أو أقلية أو أيديولوجية معينة أو تابعة إلى دولة أخرى، هوية لا يمكن أن تأتى إلا من الداخل تنمو تلقائيا بداخلنا دون قيود أو شروط عبر سياسات تعليمية بمناهج تعزز وترسخ قيم المواطنة الحقيقية وهو ما أكدته دراسة (عاطف محمد بدوى، 2001) التى أكدت على دور مناهج الدراسات الاجتماعية في دعم الهوية الثقافية.
كما أثرت هذه التغيرات على تماسك المجتمع واستقراره وأدت إلى ظهور اتجاهات وقيم وأنماط تفكير لا تتفق وطبيعة المجتمع؛ ولعل من أخطر هذه التغيرات التي يواجهها مجتمع اليوم التفكيك الاجتماعى.(جمال على الدهشان، 2017، 2) فقد انتشرت العلاقات الفردية ذات الطبيعة المؤقتة، وتبدلت العلاقات الاجتماعية، وحلت محلها العلاقات ذات الطبيعة النفعية القائمة على المصالح، وهى علاقات لا تعبر عن تماسك المجتمع بقدر ما تعبر عن مطامع فردية أنانية ينشدها أطراف العلاقة من تأسيسها. (على ليلة، 2015، 11) فأصبحت البنية الاجتماعية تعانى من ضعف وهشاشة في العلاقة بين الأجيال، ومن انعدام الثقة بين الأفراد والمؤسسات، مما يهدد التماسك الاجتماعى.
كما أن الهويات الثقافية للشعوب مهددة بالاندثار وخاصة في ظل التطور السريع لتكنولوجيا الاتصال والمتغيرات العالمية الراهنة، وانتشار ثقافة العولمة التي باتت تدمر كل ما هو أصيل ليحل محله الجديد الغريب، الأمر الذى يؤدى إلى تلاشى الهويات الوطنية وذوبانها في هوية عالمية واحدة، ومع تزايد وسائل العصر الرقمى من تلفزيونات، وإنترنت، وهواتف ذكية تزايد حجم المخاطر التي تهدد الهوية، حيث أسهمت في تداخل ثقافات وقيم وعادات وسلوكيات المجتمعات المختلفة بشكل يجعل الفرد يعيش في صراع ثقافى، بالإضافة إلى انتشار عدد من السلوكيات غير المقبولة والتي تتفاقم أحيان وصولا لمرحلة الجريمة ومن هذه السلوكيات عقوق الوالدين، عدم احترام المعلم بالإضافة إلى التجسس والابتزاز الإلكترونى، والتنمر الإلكترونى، والاختلاط الجنسى عبر منتديات التواصل الرقمى، وانتشار قيم الاستهلاك الترفي، بالإضافة إلى الوهن الذى أصاب اللغة العربية لدى المتعلمين وجعلهم ينصرفون عنها معتبرين أن التحدث بلغات أجنبية هو نوع من الوجاهة الاجتماعية كل ذلك أدى إلى التفكك الاجتماعي بين أفراد المجتمع.