المنهج الدعوي النبوي وأثره في تحقيق السلم في الواقع المعاصر

المنهج الدعوي النبوي وأثره في تحقيق السلم في الواقع المعاصر

المنهج الدعوي النبوي وأثره في تحقيق السلم في الواقع المعاصر
أ. إبراهيم محمد أحمد عبد الرحمن
مجلة اللغة العربية والعلوم الإسلامية - المجلد 4، العدد 14، يونيو 2025


لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر هنا 


الحمد لله رب العالمين، جعل السلام هدف الإسلام وغايته في الأرض؛ فقال الله تعالى: " هُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، هو السلام، ومن أسمائه السلام؛ فقال تعالى: " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ "، وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله جاء برسالة السلام من عند الله السلام؛ فدعا لإفشاء السلام بين الناس جميعاً؛ فقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ"؛ فاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
إنَّ تحقيق السِّلم غاية إنسانية سامية، تتوق إليها النفوس وتسعى لتحقيقها المجتمعات على اختلاف مشاربها، وفي خضم التحديات المعاصرة، تبرز الحاجة الماسة إلى استلهام المناهج القويمة التي ترسخ أسس السلام وتدعم أركانه، ويأتي في مقدمة هذه المناهج: المنهج الدعوي النبوي الشريف، الذي لم يقتصر أثره على الجانب الروحي والتعبدي فحسب؛ بل امتد ليشمل جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية كافة، مُرسياً بذلك أسساً متينة لتحقيق السِّلم والأمن على المستويين (المحلي والدولي).
إنَّ دراسة أثر هذا المنهج النبوي في تحقيق السِّلم في واقعنا المعاصر تكتسب أهمية بالغة؛ إذ تقدم لنا نموذجاً فريداً لكيفية بناء مجتمعات آمنة ومستقرة، وكيفية التعامل مع الآخر المختلف بروح التسامح والعدل، لقد استطاع النبي من خلال هذا المنهج الفريد أن يقيم دولة قوية تقوم علي العدل والمساواة والتسامح.