تُعد القيم الاجتماعية من أبرز مرتكزات البناء الإنساني في القرآن الكريم، إذ توجه سلوك الفرد ضمن إطار أخلاقي يربطه بمجتمعه، وتُؤسس لعلاقات قائمة على الرحمة، والعدل، والتكافل. ويهدف هذا البحث إلى دراسة ثلاث من أبرز هذه القيم الأخلاقية ذات البعد الاجتماعي: العفو، والتعاون، والإصلاح، من خلال تحليل دلالاتها في النص القرآني، واستنباط أثرها في تكوين شخصية الإنسان المؤمن، وتعزيز تفاعله الإيجابي مع محيطه.
وتكمن إشكالية البحث في: كيف عالج القرآن الكريم هذه القيم الثلاث؟ وما خصائص المعالجة القرآنية لها في سياق بناء الإنسان أخلاقيًّا واجتماعيًّا؟ وقد اتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي، القائم على جمع الآيات ذات الصلة، وتأمل سياقاتها، وتحليل مفرداتها، واستنباط الدلالات الأخلاقية والاجتماعية منها، ضمن رؤية تربوية متكاملة.
وقد توصّل البحث إلى أن القرآن الكريم يتناول القيم الاجتماعية لا بوصفها سلوكًا نافعًا فقط، بل جزءًا من العقيدة والتكليف الإلهي، مما يضفي عليها طابعًا تعبديًّا ويمنحها قوة تأثير واسعة في الفرد والمجتمع. كما أظهر البحث أن خُلق العفو يُقدَّم في القرآن بصفته قيمة إيمانية مرتبطة بأسماء الله وصفاته، والتعاون يُطرح كوسيلة عملية لتحقيق البر والتقوى، أما الإصلاح فهو غاية أخلاقية عظمى، يُربط بالتوبة ومغفرة الله، ويُقابل بالتحذير الشديد من الفساد.
وانتهى البحث إلى ضرورة تفعيل هذه القيم في واقع المسلمين اليوم، لا من خلال التوجيه المجرد فحسب، بل عبر دمجها في الخطاب الديني والتربوي والثقافي، وإبرازها بوصفها ضمانة لبناء مجتمع متماسك، وإحياءً للروح القرآنية الأصيلة.
لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر هنا
للاطلاع على: مجلة البرهان لدراسات القرآن والسنة