شهد البحث العلمي في مجال التربية تطورات بارزة، حيث تنوعت مناهجه وأساليبه وتوجهاته بدرجة كبيرة، وتحددت في توجهين أساسيين هما البحوث الكمية والبحوث النوعية "الكيفية"، وقد تأثرت البحوث التربوية لفترة طويلة باستخدام المنهج الكمي، وفي الربع الأخير من القرن العشرين بدأ عدد من العلماء والباحثين بانتقاد البحوث الكمية وفلسفتها، ومرجعيتها وطرق تفسير النتائج، لأنها تقدم نتائج جزئية لا تعبر عن واقع الظاهرة التربوية ولا تسهم في تطوير الممارسات التربوية.
وبدأ الحديث عن البحوث النوعية " الكيفية" لكونها بديلا أكثر ملاءمة للعلوم الاجتماعية والإنسانية إلا أن معارضي البحث النوعي يرون أنه يفتقر للموضوعية، وقد ظهرت دعوات للمزج بين البحوث الكمية والنوعية للإفادة من مميزات كل منهما، لذا ظهر منهج البحث المختلط كمدخل تكاملي لدمج البيانات الكمية والنوعية في البحث التربوي، وقد هدفت الدراسة الحالية إلى تحديد أسس وتصميمات منهج البحث العلمي المختلط وتطبيقاته في تخصص أصول التربية.
وتوصلت الدراسة إلى عدة استنتاجات أهمها: ضعف الوعي بمفهوم البحث المختلط وفلسفته وتصميماته وإجراءاته المنهجية في الدراسات العربية، وندرة الأبحاث التي استخدمت منهج البحث المختلط في مجال أصول التربية، وهذا قد يرجع إلى عدم وجود مقررات دراسية مرتبطة بهذا المنهج في برامج الدراسات العليا، بالإضافة إلى رغبة الباحثين في تكرار مناهج تقليدية بدلا من المناهج الجديدة لقلة وعيهم بها، وقد أوصت الدراسة تضمين برامج الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بعض المقررات الدراسية النظرية والعملية المتخصصة في تصميمات البحث العلمي المختلط، وضرورة تحديد معايير واضحة لتطبيق منهج البحث العلمي المختلط بشكل صحيح.
لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر هنا
للاطلاع على: المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربوية