تُعتبر المراكز القرآنية النسائية في دولة قطر من أهم المؤسسات التعليمية للقرآن الكريم. تأتي هذه الدراسة لتسليط الضوء على الأساليب التعليمية المتبعة في هذه المراكز، وكيفية توظيفها لتعزيز التعليم القرآني وفهم علومه.
بالإضافة إلى ذلك، يهدف البحث إلى تحليل مدى تحقق منهجية الإمام أبي حامد الغزالي -رحمه الله- في التعليم القرآني ضمن سياق المراكز المعاصرة، حيث يُعرف الغزالي -رحمه الله- بأساليبه التربوية التي تمزج بين التربية والتعليم. سعت الباحثة إلى تحليل وإبراز منهجية الإمام أبي حامد الغزالي -رحمه الله- في التعليم القرآني، وربطها بواقع مراكز التعليم القرآني في دولة قطر، بهدف الاستفادة من هذا التراث الإسلامي العريق وتطبيقه بما يعزّز النمو المعرفي والسلوكي ويسهم في تحقيق التنمية البشرية، وتتجلى أهمية البحث في إبراز إسهامات أحد أئمة الإسلام والاستفادة من تراثه في مجال القرآن الكريم، واستنباط أساليب التعليم القرآني عند الغزالي -رحمه الله- وتطبيقاتها في مراكز القرآن الكريم بدولة قطر.
تهدف الباحثة إلى تقديم عمل متكامل الأدوار يجمع بين مجال عملها في التعليم القرآني والدعوة وتخصصها في التفسير وعلوم القرآن الكريم وأثرها الفعال في التنمية البشرية في خدمة بلادها قطر. اختارت الباحثة هذا الموضوع لتتبع المعالم المعرفية والسلوكية لنظرية أبي حامد الغزالي -رحمه الله- في مجال التعليم القرآني، واستكشاف تأثير هذه المعالم على تربية الأجيال المسلمة وبناء المجتمع، وتحليل أثرها على النمو المعرفي والسلوكي، وبيان أوجه الاتفاق والاختلاف بينها وبين واقع التعليم في المراكز القرآنية في دولة قطر. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي والاستقرائي الناقص لدراسة أساليب تعليم القرآن الكريم وتعلمه في تراث الإمام الغزالي -رحمه الله-، كما استخدمت المنهج التطبيقي من خلال الدراسة الميدانية للنظر في توافق التعليم القرآني عند الغزالي -رحمه الله- واختلافه مع التعليم القرآني في المراكز النسائية في قطر مع التركيز على الأساليب التي تتوافق مع منهج الإمام الغزالي -رحمه الله- في تعليم القرآن الكريم، كما يهدف لتقديم رؤية حول فاعلية هذه الأساليب ومدى ارتباطها مع القيم الإسلامية واحتياجات العصر.
وتوصلت الدراسة إلى أن للإمام الغزالي -رحمه الله- منهجية خاصة في التعليم القرآني، حيث يمثل نموذجًا تربويًا أصيلًا يمكن الاستفادة منه لتطوير مراكز التعليم القرآني في قطر وبرزت إمكانية ترشيد تجربة مراكز تعليم القرآن الكريم في قطر بفكر تربوي أصيل، وكشفت النتائج عن نقاط القوة والضعف التي تواجه المراكز القرآنية في تطبيق نظرية الغزالي -رحمه الله-، وتطبيق رؤى مبتكرة لتطوير التعليم القرآني وتعزيز دوره في التنمية البشرية والمجتمعية.
لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر هنا