هدف هذا البحث إلى بيان دور الإرشاد النبوي في تعزيز قيم السلام المستدام، من خلال تحليل التوجيهات الواردة في السنة النبوية وربطها بأساليب الإرشاد النفسي والتربوي المعاصر، وذلك باستخدام المنهج الكيفي التحليلي النصي القائم على تتبع النصوص النبوية ذات الصلة واستخلاص المبادئ الإرشادية منها.
وقد توصل البحث إلى أن السنة النبوية قدمت تصورًا شاملًا للسلام، لا يقتصر على غياب العنف، بل يشمل بناء بيئة مستقرة نفسيًا واجتماعيًا.
كما بيّنت النتائج أن أساليب النبي ﷺ، مثل الحوار، والرحمة، وكف الأذى، والتسامح، والتكافل، تمثل أدوات فعالة في ترسيخ قيم السلام، وأن توجيهاته شكلت نماذج تطبيقية لمعالجة النزاعات وتعزيز التعايش.
وأوضح البحث أن السلام المستدام، وفق المنظور النبوي، يقوم على العدل، وصيانة الحقوق، واحترام الكرامة الإنسانية، وتحقيق التكامل المجتمعي.
ويوصي بضرورة إدماج المبادئ النبوية في البرامج التعليمية والتدريبية، وتطوير مناهج تربوية تنطلق من رؤية دينية وإنسانية متوازنة.
كما يقترح إجراء دراسات ميدانية لقياس أثر الأساليب النبوية في الإرشاد النفسي لدى المتأثرين بالنزاعات، وتصميم برامج تربوية لمعالجة مهددات السلام في المؤسسات التعليمية، إلى جانب دراسات مقارنة بين الإرشاد النبوي والأساليب الحديثة في بناء التماسك المجتمعي.