المفكر الذي نريده: جدل الدور والحدود
المفكِّر الحقيقي ليس نبيًا ولا زعيمًا بطبيعته. إنه صاحب أدوات تحليل وتأمل، يقرأ الواقع بعمق، يحاول تفسير الظواهر واستنباط المعاني، ويقترح رؤى وعلاجات فكرية. مهمته الطبيعية هي إنتاج الفكرة وفتح أبواب السؤال، وليس حمل اللافتات أو قيادة الشوارع. ورأيه اجتهاد لا يُلزم به أحدًا، وما يقوله يظل اقتراحًا معرفيًا وليس قرارًا سلطويًا أو قانونًا مقدسًا. ورغم ذلك، ما زال يُطلَب منه في عالمنا أن يكون كل شيء: أن يثور، ويهاجم، ويقود، ويصرخ، ويواجه، ويدفع حياته ثمنًا حتى يستحق لقب «مفكِّر»! بينما المطلوب الحقيقي منه أبسط وأكثر واقعية: أن يُحلل، أن يُضيء، أن يُوضح، وأن يصنع وعيًا هادئًا طويل المدى.