لا أعرفُ أمَّةً عريقةَ التاريخِ، كثيرةَ السكَّانِ، ينفصلُ فيها الفقيهُ عن الأديب عن المهندس انفصالاً تامَّاً، وإلَّا لم تَعُد أمَّةً؛ لانعدام الآصرةِ الثقافيَّة التي تجمعُ بين أصحاب الاختصاصات والمذاهب المُتباينة. والفلسفةُ هي أحد أنماط الثقافة العليا الجامعة والعابرة للتخصُّصات، إن لم تكن أشدَّ هذه الأنماط عبوراً وجمعاً للاختصاصات. لكن، ويا حسرتاهُ؛ فالاشتغال بالفلسفة في الزمان العربي المعاصر يواجه معاضل كثيرةً؛ أحصي منها خمساً:
1- إذ لا يكادُ القارئُ يفهمُ المُتَرجَمَاتِ عن فلسفات ما بعد الحداثة، والفلسفة القارّيّة عموماً، شأن "هايدغر" و"دريدا"؛ فيقعُ في عتمة الغموض!
2- ولا يكادُ المتعلِّمُ يجد في مؤلَّفات الأكاديميّين العرب في الفلسفات الإنسانيَّة قُدرةً على ربط أطروحاتِهم بالعالَم الطبيعي والتاريخ الاجتماعي والأنساق العقلية معاً، فكأنَّ حقول المعرفة معزولةٌ، وحجج الفكر مقطوعةٌ!
3- ولا يكادُ المُثقَّفُ يظفرُ في مؤلَّفات الصحوة الإسلامية المتصدّية للفلسفة بما يُظهِرُ استيعاباً لمنهجيَّات وحقول الفلسفة المعاصرة، استيعاباً يُفجِّر الاجتهاد ويثير الإبداع، فتَعَافُ النفسُ القراءةَ، وتمجُّ المواصلةَ مَجَّاً!
4- وحتى في مؤلفات التيَّار العروبي التي تروم صنعَ بديلٍ عربيٍّ للفلسفة الغربيَّة، لا يجدُها المُتَتَبِّعُ إلَّا تكرراً على منوالٍ سابقٍ، فيُتَوَقَّعُ ما قيل فيها وما سيُقال، فيكون السؤالُ: ما الداعي لقراءة ما حصَّلَته النفسُ قبل فتح الكتاب؟
5- وفي كل هذه الأصناف الأربعة للمؤلَّفات المُعاصرة المُهتمَّة بالفلسفة، أي: تيَّار ما بعد الحداثة، والأكاديميين الإنسيين، والصحويين، والعُروبيين، نادراً ما يجدُ الباحثُ سبكاً وتنسيقاً مُحكَماً للمؤلَّفات يناظرُ ما نجد في مؤلَّفات الغزالي وابنِ خلدون قديماً، أو طه عبد الرحمن وأبي يعرب المرزوقي حديثاً.
بناءً على المُخمَّسِ من هذه التحدّيات؛ يصير التأليف في الفلسفة بالعربيَّة مَخمَصةً وأيَّ مَخمَصةٍ! وعليه؛ أفلا ينبغي للتأليف العربي الفلسفي أن يتخذَ طريقاً مُخمَّساً في الإصلاح!؟
1- بأن تكون العبارَة على قدرٍ من الوضوح لا إشكال فيها؟
2- وأن تكون طبيعةُ المعلومات والحقول مُنشبِكةً لا انقطاع فيها؟
3- وأن يكون الاسترسالُ في النثر في حالٍ من شَدِّ الانتباه والحِجاجيَّة الفصيحة ما لا سآمةَ فيه؟
4- وأن تكونَ معطياتُ الكتابِ وحُلولُهُ مستجدَّةً لا تكرارَ فيها على مسامع القارِئ؟
5- وأن يكون كلٌّ من: الوضوحِ، والتشابكيَّة، والإمتاع، والجِدَّة، في حالٍ من التنسيق المنطقي المحكم؟
وعلى مقدار الوعي بهذه التحدّيات العظام، فلا أجزمُ بأني حقَّقتُ هذه المُثلَ الخمسة؛ إذ التقويم الموضوعي متروكٌ للقرَّاء النابهين والأساتذة المخضرمين. لكني مُطمَئِنٌّ إلى أنَّ ميزةَ الكتاب هي التطلُّعُ إلى هذه القيم الخمس، وإمعان النظر فيها، حتى لكأنَّهُ تلبَّسَ بالكثير منها، فصاحةً، وتشابكيَّةً، وإمتاعاً، وجِدَّةً، واتِّساقاً. بناءً على هذه المطالب العالية؛ ما الذي قدَّمه الكتاب؟
1- في قسمه الأول: استَشكَلَ الكتابُ صعوبةَ تعريف الحداثة، وفساد كثيرٍ من التعريفات المتداولة، لكنَّه نزل على التصوُّر التاريخي الذي يُعرِّفُها على أنَّها جِماعٌ لتعاقِب الثورات الغربيَّة الإحدى عشرة (الاستكشافيَّة، والإنسيَّة، والتجاريَّة، والعلميَّة، والديموقراطيَّة، والصناعيَّة، والإمبرياليَّة، والغذائيَّة-المدينيَّة-التطبيبيَّة، والفردانيَّة-الجنوسيَّة، والفنيَّة الجماهيريَّة-الاستهلاكيَّة، والمعلوماتيَّة).
2- ومن بعدُ قدَّم الكتابُ منطلقاتٍ أساسيَّةً للمرافعة ضدَّ مجمل مشروع الحداثة من وجهة نظر خصومها وكارِهيها أولاً. فاستجمعَ سابوعاً من الاعتراضات القويَّة على الحداثة: فثورةُ إنتاج اللحوم صارت مقتلةً لشرايين البشر، والثورةُ الخضراء غدت تسميماً للأبدان، والثورةُ المدينيَّةُ آلَت تنكيداً على الإنسان، والثورةُ العلميَّة التقنيَّةُ صارت سرطاناً يخنق الكوكب، والثورةُ الرأسماليَّة الحداثيَّة تألَّهَت فَغَدَتْ رَبَّاً يُطاف في عبادته أفراداً وشعوباً، والثورةُ العقلانيَّة النقديَّة تحوَّلت زلزالاً طاحناً لكلّ المُسلَّمات؛ فلا إيمان ولا سكينة، والثورةُ الحربيَّة تحوَّلت أداةً للغرب لاستعباد الأرض ومَنْ عليها. فأيُّ جنونٍ وإفسادٍ ورذيلةٍ هذا الذي يدعو للاحتذاء بسابوع الحداثة ذاك، واعتناقها طريقةً للحياة!
ولقد صرَّحنا للقارئ المُدقّق بأنَّنا لم نتناول كلَّ ثورات الحداثة الإحدى عشرة؛ إذ تجنَّبنا عن قصدٍ الثورة الديموقراطيَّة، وثلاثاً غيرها؛ لمعالجاتٍ مُقبِلةٍ؛ نظراً للتشعُّب الكبير الذي ستضيفه هذه المناقشةُ على بحثنا هنا. مع التنبيه إلى أنَّ مقالتنا المنشورة "نصيحة فوكوياما للأمَّة العربيَّة" هي تطبيقٌ سابقٌ للمنهجيَّة الاستئلافيَّة على الثورة الديموقراطيَّة على التخصيص.
3- أمَّا في القسم الثاني؛ فقد أخذ الكتابُ خطوةً بعيدةً إلى الوراء للتحقُّقِ من صواب أدوات المحاكمة المعرفيَّة والقيميَّة للحداثة عند نقَّادها أو معتنِقِيها، فاستخلَصَ الخلاصةَ المعرفيَّة بأنَّه: لا ينصلحُ حالُ الآدمي لا بمنفعةٍ فردانيَّة أو جَمعانيَّة، ولا منهجيَّةٍ استنتاجيَّةٍ أو استقرائيَّةٍ، ولاطريقةٍ قُدسانيَّةٍ أو حَدْسَانيَّةٍ، ولا حتى فلسفةٍ جدليَّةٍ؛ إذ المُكابدةُ المعرفيَّة تلفُّ الإنسان أبداً. لكن ينصلحُ بعضُ حال الآدمي بتنسيقٍ أمثلَ لما يتيحه جِماع السياق المعرفي من المنهجيَّات. أو قل: لا تقريبَ للنجاةِ إلَّا بتأليفٍ أنسبَ بين كل المسالك المنهجيَّة. فما هذا السبيل؟
هذا السبيل هو المنهجيَّة الاستئلافيَّة التي صاغها "نيكولاس رشر" (1928-2024م)؛ إذ ترى مشكلاتِ العالم مطروحةً على شكل عنقودٍ متراكمٍ من الإجابات المتفاوتة أو المتعارضة حول موضوعٍ ما، فيتمُّ تحليلها إلى جملةٍ من الدعاوى الممكنة منفردةً، الممتنعة مجتمعةً، فكيف يمكن تلخيص المنهجيَّة الاستئلافيَّة ببعض النصائح الإجرائيَّة؟
نُجيب بما يلي:
◼ اعلم أنَّه لا "مقدمةَ أوليَّة" قاطعة؛ ذلك أنَّه لا مقدمة إلَّا وقد تسبقها مقدمةٌ قبلها أو معها تؤثّر عليها، ما يجعل أيَّ عملية استنتاجٍ مرحليَّةً وناقصةً بالضرورة.
اعلم أنَّه لا "عملية استقرائيَّة" تامَّة؛ ذلك أنَّ عناصر الوجود بكلِّيَّتها لا يُعرَف لها نهايةٌ. وحتى لو كانت بعض العناصر متناهيةً كحبَّات الرمل في كوكب الأرض، فهي فوق قدرة الباحث على إحصائها. وأنه لو أحصينا عدد البشر مثلاً، فهناك عددٌ غير متناهٍ من العلاقات التي تخترق البشر صِغرِيّاً (أي: المايكرو)، وتخترقهم كِبريّاً (أي: الماكرو)؛ ما يجعلُ أيَّ عملية استقراءٍ مرحليَّةً وناقصةً بالضرورة.
◼ اعلم أنَّه لا جدل بين طرفين إلَّا وقد يدخلُهُما ثالثٌ أو رابعٌ دواليك؛ ما يجعلُ عملية التوليف الجدلي متغيّرةً دوماً.
◼ اعلم أنَّه لا مشروع أو نموذج أو "بردايم" إلَّا ومفتقرٌ للزيادة في عناصره، وإلى التكوثر في علاقاته السببيَّة، والانزياح في عنقوده الاستئلافي؛ ما يجعل أيَّ عملٍ استئلافيٍّ عملاً مرحليّاً تقريبيّاً يطلب التصويب أكثر من جزمه بالكمال.
◼ اعلم أنَّ إتيان أيِّ قيمةٍ (أخلاقيَّةٍ أو معرفيَّةٍ أو جماليَّةٍ) على وجهِها الأقصى، لا يَتِمُّ إلَّا بإهدار قيمةٍ (أخلاقيَّةٍ أو معرفيَّةٍ أو جماليَّةٍ) أخرى، ما يجعلُ تمام الامتثالِ لقيمةٍ منفردةٍ ما مفسدةً ضارَّةً. والأَولَى هو التوسيط بين نظام القيم، وإن كان بالإنقاص من الامتثال لجُلِّها أو كلِّها.
4- وبعد تلك المراجعة للمنهجيَّات المعرفيَّة وقيمتها الأخلاقيَّة، انعطف الكتاب مجدَّداً ليستدخل منظوراً جديداً، ألا وهو: علم "التاريخ الكوكبي"؛ باعتباره المسارَ الأكبر للفعاليَّات الحضاريَّة، فبزغت لنا خلاصاتٌ عجيبةٌ تصدم التيَّار المتنصّل من كل منجزات الحداثة أعلاه؛ إذ أبانَت المحاججةُ المطوَّلة في الأقسام الثلاثة للكتاب عن سلسلةٍ من الانقلاباتِ للقدح الموصوم بالحداثة ليصير مدحاً، كان ذاك على النحو الموالي:
أولاً: لقد أَبَنَّا أنَّ ثورةَ إنتاج اللحوم صارت مقتلةً لشرايين البشر، لكنَّ التعرُّض لها بالدحض، كالتعرُّض بالدحض "لثورة استئناس الحيوان" القديم وما استحدثَ من (أوبئةٍ مستجدَّةٍ، ومجاعاتٍ مختَلَقَةٍ، واستعلائيَّةٍ للفرسان)، كلاهما خطأٌ في التقدير.
ثانياً: لقد شرحنا أنَّ الثورة الزراعية الخضراء غَدَتْ تسميماً للأبدان، لكنَّ التشديد على نفيها، كالمطالبة بنفي "الثورة الزراعيَّة القديمة" وما اختلقت من (إضعافٍ للتربةِ، وإفقارٍ غذائيٍّ للفلَّاحين، ومجاعاتٍ وعبوديَّةٍ لفلَّاحي الأراضي)، كلاهما تعسُّفٌ.
ثالثاً: فقد أثبتنا أنَّ الثورة العمرانيَّة المدينيَّة آلت تنكيداً على الإنسان، لكنَّ هدمَهَا نظيرٌ لهدم "ثورة التمدُّن القديمة" وما اختلقت من أدوات رابوع العمران (لإدارة السلطة، والثروة، والتقنيَّة، والثقافة)، كلاهما حيفٌ.
رابعاً: فقد برهنَّا على أنَّ الثورة العلميَّة التقنيَّة صارت سرطاناً يخنق الكوكب، لكنَّ التعرُّضَ لها بالتحطيم هو كالتعرُّض بالتحطيم لطلب الصدق والتحقُّق في علوم الطبِّ والهندسة والحساب من "العلوم القديمة"، فضلاً عن تقطيع اتّصال "سلسلة الوجود الكبرى" المُؤسِّسَةِ للعلم الطبيعي (بكشف البناء التراكمي الواصل بين الذرَّة، والجُزَيء، والخليَّة، والدماغ، والكائن الحي، والتقنيَّة، والكون)، كلاهما مجانَبَةٌ تامَّةٌ للصواب.
خامساً: لقد ميَّزنا الثورةَ الرأسماليَّةَ الحداثيَّةَ عن "الأسواقيَّة"، وكيف أنَّ الأُولى قد تألَّهَت فغدت ربَّاً يُطاف في عبادته أفراداً وشعوباً، لكنَّ المناداةَ بِمَحوِ الأسواقيَّةِ الحديثة بالجملة، هو كالتعرُّض بالقدح للبيوع والمعاملات والديون والشركات قديماً، كلاهما وقوعٌ في ظلمٍ عظيمٍ.
سادساً: لقد أقمنا أنَّ الثورةَ العقلانيَّة النقديَّة تحوَّلت زلزالاً لكلّ المُسلَّمات؛ فلا إيمان ولا سكينة، لكنَّ الهوسَ بمطلق الذمِّ للثورة العقلانيَّة النقديَّة الحديثة بالجملة هو كالتعرُّض بالقدح لظهور الأبنية التنظيريَّة الشامخة لعلوم التأويل من البلاغة والكلام والعرفان، خصوصاً "نظرية الدلالة الأصوليَّة" عند الأحناف قديماً، كلاهما جهلٌ لا شرعيَّة له.
سابعاً: لقد أظهرنا أنَّ الثورة الحربيَّة تَحَوَّلت أداةً للغرب لاستعباد الأرض ومَنْ عليها، لكنَّ التعرُّض بالإبطال للثورة العسكريَّة الحديثة بالجملة وما أقدَرَت على تسريب أسباب القوَّة والتحرُّر و"الاستقلال لدول العالم الثالث"، هو كالتعرُّض بالقدح للتحرُّر العسكري الإسلامي قديماً، كلاهما فيه منعٌ للذود عن النفس والأمَّة.
وعليه ينقلبُ استنكار المستنكِر لرذائل الحداثة السبع، ليصير استنكاراً معكوساً "أيُّ جنونٍ وإفسادٍ ورذيلةٍ هذا الذي يدعو لنبذ سابوع الحداثةِ واعتناق ضدِّها طريقةً للحياة!؟". أو لنَقُلْ: مَن كان ينكرُ على الحداثة الغربيَّة مطلق ثورة إنتاج اللحوم، والثورة الزراعيَّة، والثورة المدينيَّة، والثورة العِلميَّة التقنيَّة، والثورة الأسواقيَّة، والثورة العقلانيَّة النقديَّة، والثورة العسكريَّة، فلينكرْ على القرآن والسُّنَّة بالمثل تقريظهما للحداثة الأولى (للعصُور الزراعيَّة، الحضَرِيَّة، السلطانيَّة) المُفتَخِرَةِ بمنافع الزرع، والأنعام، والتمدُّن، والمتاجرة، والتعقُّل، والإدارة، وإعداد الجيوش، وكلها بِدَعٌ مستجدَّةٌ أضرَّت ما أضرَّت بالإنسان الصائد اللَّاقط!
مِن بعد هذه المعالجة التفصيليَّة للاعتراضات الصادقة لليساريّين والمشايخ العرب، فها قد ولج القارئ العربي إلى ثنايا الدماغ الفلسفي المُنتِج للقرارات الحكيمة في مكابدته التحضُّرَ، كان ذلك بعملٍ مزدوجٍ؛ أي: توزين الاعتراضات على الحداثة بميزان "العناقيد الاستئلافيَّة" أثناء مدِّها على مسطرة "التاريخ الكوكبي". المنهجيَّة الأولى هي أحد أوعب النظريَّات للتقييم الخُلُقي المعرفي، والعِلم الثاني هو أطول مسافةٍ زمنيَّةٍ ترتسم عليها السببيَّات الكبرى المُنتِجة للفعل الحضاري. استجماع الاعتراضات الشديدة للنهضويّين العرب ضدَّ الحداثة، وإدخالها في أعقد النظريَّات القيميَّة، وضمن أطول المديَّات التاريخيَّة، هذه الثلاثة معاً هي إضافة الكتاب على الأدبيَّات السابقة.
لذا؛ فليحذَر نقَّادُ الحداثةِ هدمَ مقاصدِ التحضُّرِ من حيث لا يدرون!
في هذه العجالة لا تُغطي هذه الخلاصة أكثر من معشار المعشار من سهول الكتاب ووديانه وجباله، فمَن أراد ارتياد الكتاب بصهوة عقلِهِ الفاحص فأدعوه إلى ذلك.
وآخر دعوانا أن نقول: فليَحذَرِ الذينَ تَظلِمُهُم الحَدَاثَةُ أَنْ يُفتَنُوا عن تنوير العمل بالاستئلاف! أو لِنقُلْ: فَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ ظُلمِ الغَربِ ألَّا تَطلُبُوا الحَدَاثةَ.
[1] أحمد زهاء الدين عبيدات، (عَمَّان، الأردن: دار خطوط وظلال، 2023) في 137 صفحة، متاح على موقع "أبجد" إلكترونيّاً.