ذهب الدكتور الغَزِّي محمد نفار للمغرب لزيارة الدكتور طه عبد الرحمن ، فما كان من طه إلى أن احتضنه كأنه يحتضن غزة وأهلها ويشم طوفان الأقصى فيه.
ودار حوار بين الفاضلين نوجز منه آراء طه عبد الرحمن في هذا الطوفان:
- يمثل طوفان الأقصى عند طه ما يتجاوز الحَدَث إلى المنعطف الحضاري الذي لا بد للمسلمين أن يستغلوا انبعاثه
- سبب خصوصية هذا الطوفان عنده هو مصدره؛ فهو نتاج اتصال باطن المسلم بظاهره، وعاجله بآجله، مع استعادته لفطرته.
- أضحت المقاومة بالنسبة للمسلمين شرطَ وجود وليس شرط تحرر فقط، ما يستدعي الحفاظ عليها ودعمها من كل الأطياف والشعوب.
- الجهاد فعل يتعدى أثرُه لحظةً محددة؛ فهو يمتد من التأسيس، مروراً بالإبداع والتجديد، منتهياً إلى الشهود الحضاري على الذات والغير في حركة مستمرة لا تهدأ.
- تمنى طه أن يكون شاباً -اليوم- ليجاهد مع شباب "طوفان الأقصى" لولا فوات العمر وتناهش الأمراض، وهي شهادة ساطعة تقابل وتدحض شهادة المنكرين على شباب الطوفان جهادَهم.
- اعتبار طه المقاومةَ فعلاً وجودياً يُكتَسب منه الوجود والحياة.
- يختص المُقاوِم بأنه يستجمع في فعله كلَّ القدرات الإنسانية وملكاتها؛ سمعاً وبصراً وعقلاً...
- المقاومة والجهاد هي إكسير الحياة، فهي الخصيصة التي يمتاز بها المقاومون الذين تركوا مسوغات العجز والسلبية، ونهضوا للعمل.
- مضت 56 سنة وطه ينتظر اللحظة التي ينتصر بها المسلمون على الصهاينة، إنه جرح عميق غائر في نفس طه، وقد بدأ مع الطوفان يندمل.
- أعظم مظهر للعقل العربي والإسلامي في العصر الحديث هو ما تجسد في طوفان الأقصى، حيث تجلت لهذا المقاوم إمكانيات العقل الإسلامي فاكتشف سعته وقوته، وتجلت أمامه إمكانيات العقل الصهيوني فاكتشف محدوديته وهشاشته، فتحمل المسؤولية العملية تجاه هذه الحقائق، فتحققت معه هذه المنجزات الفارقة، وهذا هو معنى الاصطفاء من الله تعالى.
- تحدث طه عن كتابه التَّغْرِيِّ "ثغور المرابطة" فقال: كنتُ محمولاً على هذا الكتاب، ولقد خشيت ألا أكتبه فأكون قد عصيت ربي.
- لولا التطبيع لما أقدم الاحتلالُ على هذه الجرائم المرعبة واستمراره بالتنكيل بالفلسطينيين.
- إن إفراد الفيلسوف للشباب بخطابه مرده إلى ثقته بأنهم سِرُّ الحياة في كل أمة وأنهم القادرون على إخراجها إلى أنوار الوعي الإصلاحي والحياة الناهضة.