تتناول هذه الدراسة تأثير التفسير الجغرافي على اختلاف آراء المفسرين، وخاصة في سياق معركتي أحد والأحزاب. فالقرآن الكريم الغني بالمعاني المتعددة الجوانب، يؤدي غالبًا إلى اختلاف التفسيرات بين العلماء، وخاصة فيما يتعلق بالآيات ذات الدلالة الجغرافية. ويركز هذا البحث على كيفية تأثير السياق الجغرافي على فهم وتفضيل تفسيرات معينة على غيرها في هاتين المعركتين المهمتين. ومن خلال تحليل العناصر الجغرافية المذكورة في الآيات القرآنية، تهدف الدراسة إلى توفير فهم أكثر دقة للمواقع والأحداث الموصوفة، وبالتالي حل التناقضات في التفسيرات. ويتميز البحث بنهجه الفريد في دمج الأدوات الجغرافية الحديثة وتقنيات رسم الخرائط الرقمية لتعزيز دراسة تفسير القرآن الكريم. ومن خلال الفحص التفصيلي للآيات ذات الصلة، تحدد الدراسة دور السياق الجغرافي في تشكيل السرد التاريخي والعقائدي لمعركتي أحد والأحزاب. وتشير النتائج إلى أن الوعي الجغرافي الأعمق يمكن أن يساهم بشكل كبير في حل الصراعات التفسيرية وتعزيز الفهم العلمي لهذه الأحداث. ولا يؤكد هذا العمل على أهمية الاعتبارات الجغرافية في تفسير القرآن فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للبحث الذي يدمج الدراسات الإسلامية التقليدية مع التحليل الجغرافي المعاصر. وتختتم الدراسة بتوصيات لإجراء المزيد من البحوث في دمج البيانات الجغرافية في تفسير آيات قرآنية أخرى ذات آثار مماثلة.