تهدف هذه الدراسة إلى إبراز الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في دفع الأبناء إلى تبني وممارسة العنف كحل لمشاكلهم وللعقبات التي تواجههم في المجتمع، باعتباره الأسلوب الأكثر فاعلية في مثل هذه المواقف، ذلك أن الطفل الذي يتربى ويترعرع في أسرة يسودها العنف بمختلف مظاهره تتكون لديه قناعات أنه الأسلوب الأمثل للتعامل مع الآخرين فيعمل على إعادة انتاج هذا السلوك سواء داخل اطار الأسرة أو خارجها. هذا بالإضافة إلى أن بعض الأسر تعمل على غرس بعض السلوكيات والتصرفات العنيفة في نفوس أبنائها دون وعي منها، حيث تلجأ إلى تشجيع أبنائها على رد الإساءة بالإساءة والضرب بالضرب للدفاع عن نفسه إذا ما تعرض له في المجتمع، إضافة إلى تشجيع الأبناء على بعض السلوكيات السلبية كالكذب والغش...وفي الأخير يكتسب الأبناء سلوك العنف ويصبح سمة من سمات شخصياتهم دون أن تشعر الأسرة بأنه كان لها دور كبير في ذلك.