مثّلت "قضايا المرأة" محورًا مهمًا من محاور الإصلاح الاجتماعي لدى رواد الإصلاح الجزائريين؛ والشيخ محمد البشير الإبراهيمي أحد روّاد الإصلاح في جزائر القرن العشرين الميلادي، وهو من أشدّ المدافعين عن المرأة الجزائرية المسلمة، فقد ناضل بفكره وقلمه ولسانه، ووقف في وجه كل محاولات طمس هويتها، ومسخ شخصيتها العربية المسلمة، تلك الدعاوي التي صدرت تحت غطتء "تحريرها من عبوديتها"؛ كما كان يُشيع المنظّرين الغربيين؛ ومن حذى حذوهم من المستغربين والمتفرنسين.
سنتناول في هذه المداخلة شذرات من خطاب وفكر محمد البشير الإبراهيمي حول قضايا المرأة الجزائرية، والتي لطالما شكّلت محورا لكتاباته؛ بفكره الفذّ وأسلوبه الجميل ولغته الراقية، وسنبيّن مدى وعي الرجل بواقع المرأة الجزائرية في ظلّ سيطرة المستعمر الفرنسي، وكيف استشرف مستقبل المرأة المسلمة؛ من خلال وقوفه في وجه الأفكار الوافدة والداعية إلى تحريرها. فكان بذلك دفاعه عن المرأة الجزائرية، من منطلق دفاعه عن إنسانيّتها التي أقرّها القرآن الكريم، ثم دفاعه عن الدّين الإسلامي الذي حرّر المرأة المسلمة وكرّمها وحفظ حقوقها.