يهدف البحث إلى معالجة إشكالية النخب العربية الحاكمة من خلال منظور" حداثة الوعي السياسي". التي تحلل تحديات وعقبات صياغة وعي سياسي عربي يتناسب مع روح الحداثة المدنيّة. وينطلق الباحث في تحليل تلك الإشكالية من مفهوم القيادة بالمجان. وهي مشكله تنشأ عندما يستفيد الأفراد من منفعة عامة دون المساهمة في توفيره. أي أن النخب الحاكمة تستفيد من مزايا الدولة والسلطة دون وعي أو مسؤولية أو مشاركة مع الجماهير. واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي. وتوصَّل إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن صياغة وعي جديد، وفق أنساق الحداثة الغربية في ظلِّ خشية النُّخب الفاعلة من إصلاح أصوليتها ومعالجة نرجسيتها، وأنها لا تقدم على التغيير الإ في إطار ما يضمن لها القيادة بالمجان دون أن تُصلح وعي الجماهير، أو تجعلهم طرفا مشاركاً في السلطة، إذ تتعامل معهم كأدوات، وتظن نفسها في صراع وجودي وفق الطرح الماركسي. ويوصي الباحث بتفعيل حقيقي لدور المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية وقادة الرأي في إصلاح فعال لوعي الجمهور القائم على انتقادهم، وتحمُّل مسؤولية تصرفاتهم في اختيار القادة.