الأهداف: تتناول هذه الدراسة إشكالية الهوية في الفكر العربي الإسلامي في العصر الرقمي من خلال مجموعة من القضايا المرتبطة بها كالحداثة، والتراث، والنهضة، والعولمة. وتنطلق الدراسة من فرضيتين رئيستين؛ أولًا: أن هوية الذات "العربية" هي هوية "عربية إسلامية"، وثانيًا: أن هذه الهوية العربية الإسلامية قادرة على التفاعل في العصر الرقمي على نحو واع، دون الوقوع بفخ الاغتراب من جهة، ودون القطع مع تراثها من جهة أخرى. وبناءً عليه، فتهدف الدراسة إلى بحث واقع العصر الرقمي اليوم وتأثيره على تشكيل الهوية العربية الإسلامية، ثم إعادة صياغة سؤال الهوية مرة أخرى بغرض تقديم نموذج مقترحٍ لمحاولة حل إشكالية الهوية من خلال تمثيل أفلاك الانتماء عند الأنا العربية الإسلامية.
المنهجية: تعتمد الدراسة على المنهجين التحليلي والتفكيكي وذلك بسبب طبيعة البحث العلمية والفلسفية معًا؛ حيث جرى تحليل موضوع الدراسة لمجموعة من المفاهيم، ثم دراستها وتفسيرها على نحو عميق، ومن ثم تفكيك تلك المفاهيم وفصلها وتحديد العلاقات بينها للكشف عن التناقضات التي تعتريها. وتستعير الدراسة كذلك أهم المفاهيم المستخدمة في نظرية المجموعات الرياضية لبناء نموذج مقترح لتمثيل انتماء الهوية.
النتائج: توصلت الدراسة إلى أن قضية الهوية العربية في العصر الرقمي اليوم بدأت تأخذ منحنيًا آخر مع ظهور الهويات المتعددة للذات العربية؛ حيث يتصاعد الصراع بين هوية افتراضية ورقمية على الإنترنت تسيطر عليها نزعات الحداثة والعولمة والاغتراب، وبين هوية تستحضر الذات العربية والاسلامية المشبعة بالتراث والأصالة.
الخلاصة: تخلص الدراسة إلى أنه وعلى الرغم من أن هذا التغيير الرقمي قد أثر في تشكيل الهوية عند الفرد العربي والمسلم، إلا أن الهوية العربية الإسلامية يمكنها استئناف السير الواعي بركب الحضارة الإنسانية وذلك من خلال فهم دوائر وحدود انتمائها ودون إغفال أو قطع مع تراثها.