يناقش المقال موضوع المنهج في العلوم الاجتماعية والسياسية، لكن ذلك سيتم بطريقة مغايرة لما هو متداول في الغالب، حيث انطلق من افتراض مفاده أن المنهج العلمي، ورغم أهميته كمعيار لعلمية المعرفة وطبيعة البحث، ومصداقية النتائج، إلا أن دراسته لا تزال شكلية. هنا تأتي فكرة هذا المقال للبحث في مسألة طبيعة المنهج العلمي بين الأحادية والتعددية، باعتبارها متغيرا تفسيريا مهما لفهم إشكالات منهجية فرعية أخرى سابقة عليها ولاحقة لها في الوقت ذاته. من أجل ذلك، استرشد المقال بمقاربة تأصيلية تحليلية مفهومية، مستمدة من مقولات حقل الإبستيمولوجيا في نقد المعرفة العلمية ومناهجها، وقد تم التوصل إلى نتائج مهمة، أولها، المساهمة في خلق تصوّر موضوعي لدلالة المنهج كما تواضع عليها فلاسفة العلم منذ لحظة ولادته. كما توصل المقال إلى تفكيك إشكالية مدى انقياد العلوم الاجتماعية للمنهج العلمي، حيث اهتدى إلى توليفة تجمع بين أحادية المنهج العلمي والتعددية السائدة شكلا، مُرجعا سبب ما قد يبدوا من تناقض في تلك الثنائية، إلى الخلط الحاصل بين مفهومي المنهج والبحث العلمي. لينتهي إلى أن التعدد الحاصل ما هو إلا تعدّد في أساليب البحث العلمي كاستجابة لتعدد أدوات ووسائل جمع البيانات وفحص الاقتراحات والفرضيات، وليس تعددا في المنهج العلمي الذي يبقى أحادي في كل العلوم.