هدفت هذه الورقة إلى إبراز أهمية الإستراتيجية والسياسية الرشيدة التي اعتمدتها الحكومة الماليزية في استثمار التنوع الثقافي الذي يميز مجتمعها، عبر استحداث وانتهاج سياسة توافقية بين مختلف الأجناس المكونة لها، أساسها التعامل الديمقراطي وتجاوز كافة الصراعات والاختلافات العرقية. وتعد ماليزيا إحدى الدول الإسلامية النامية التي تمكنت في وقت وجيز من تجسيد هذه الغاية على ارض الواقع، والتي ساهمت في الحيلولة دون نشوب الصراعات بين مختلف القوميات، وتمكنت من تحقيق الوحدة الوطنية، والسلام و الأمن في البلاد، إلى جانب تحقيق نجاحات باهرة في مختلف المجالات ، لاسيما في الميدان الاقتصادي والرخاء الاجتماعي.