كان الحديث النّبوي الشّريف وسيلةً للدّعوة الإسلامية، ولذلك ليس غريبًا أن نعود إلى المجتمع ليمدَّنا بتفسيرات لظواهر فنية بخاصة فن الخطاب الدّعوي الذي يعتمد اللُّغة أداة تعبيرٍ، ونظرا للأهمية التي اكتستها التّداولية في اقتحام النّص التّواصلي تولّدت لديَّ رغبة في مقاربة نص تراثي أصيل بمنهج لغوي معاصر؛ لأن التّقدم في تحليل الخطاب لم يكن للخطاب النبوي نصيب منه، فبقي محصورا في الدراسات الايديولجية التي تراكمت عبر التاريخ، وتمثلت في شروحات بسيطة وعادية تفرقت هنا وهناك بين كتب الفقه والتاريخ. وقد جاء هذا البحث كمحاولة للكشف عن خصائص الخطاب النبوي في علاقته بالأنظمة التّفاعلية من خلال المقاربة اللِّسانية التّداولية القائمة على تناول دلالة الخطاب، ورصد حركة الأدلة اللُّغوية في اتصالها بظروف الاستعمال، وسياقات التّلقي الَّتي تحفُّ هذا الخطاب.