تعتبر السنة التحضيرية بمثابة الجسر الذي يُؤمِّن المرور الطبيعي للطفل من مرحلة التربية قبل المدرسية إلى التربية النظامية، ولهذا فقد اهتمت مختلف الإصلاحات التي شهدتها المنظومة التربوية الجزائرية بالتربية التحضيرية. وقد أسهم منهاج التربية التحضيرية لسنة 2004 باعتباره الإطار المرجعي البيداغوجي الأول الذي يعتمد عليه الفاعلون والممارسون مع أطفال التحضري، في تحديد المعالم الأساسية للتربية التحضيرية من خلال مضامينه وتنظيمه للعمل الصفي في قسم التحضري، فمن خلاله تطور مفهوم التعليم التحضيري إلى مفهوم التربية التحضيرية، وأكد إلى جانب تدابير تنظيمية تربوية أخرى على الاهتمام بالجانب التربوي لإنماء شخصية الطفل، قبل الاعتناء بالجانب المعرفي. ولأهمية المناهج في الممارسة البيداغوجية الصفية مع أطفال التحضيري، فإن هذا دفعنا للتقرب منه وقراءته بعمق واستبصار لفهم مكوناته وعناصره ودلالاته، وتثمين ما هو ثمين ومفيد وطرح البديل لبعض العناصر والطروحات التي تحتاج إلى تعديل أو تغير من وجهة نظرنا كباحثين.