ظهرت في السنوات الأخيرة توجهات عالمية نحو أتمتة الشركات والمؤسسات والأعمال بكافة أنواعها وقطاعاتها عن طريق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ، وقد أدى هذا في العقدين الأخيرين الي القضاء على كثير من الوظائف التي صمدت لسنوات عديدة. ونتيجة للثورة التكنولوجية والتحول الرقمي في مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة ، تضاءل دور العنصر البشري في كثير من القطاعات في بدايته في الأيام الحالية ، فخبراء الاستشراف يتوقعون أنّه بحلول سنة 2040 ستصل نسبة اعتماد الشركات على برامج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والروبوتات للذروة، وهو يسمى وظائف أو (مهن المستقبل ).
وتحتاج النظم التعليمية علي اختلاف توجهاتها وأشكالها وتعدد أنماطها وتخصصاتها بين الحين والآخر الي تطوير يتواءم مع احتياجات المجتمع وطموحاته وآماله ، وهناك توجهات معينة تستند الي فلسفة ما في التطوير وذلك من خلال مداخل تخطيط التعليم. ورغم تعدد هذه المداخل ، فإنها تتلخص في ثلاثة: الطلب الاجتماعي، التكلفة والعائد، القوي العاملة .وقد تجتمع المداخل الثلاثة فيما يسميه الباحث المدخل المتكامل في تخطيط التعليم.
ونظرا للتطور التقني المتسارع والتحول الرقمي وتداعياته تتردد كثيرا في الأونة الأخيرة أهمية المواءمة بين منظومة التعليم العالي ومهن المستقبل ، وهذا يعزز الاتجاه نحو المدخل الثالث من مداخل تخطيط التعليم وهو مدخل القوي العاملة، وهذا المدخل معني بتخطيط التعليم وفقا لاحتياجات سوق العمل من المهن المختلفة.
وهناك مايشير الي انقراض مهن عديدة ( متواجدة حاليا ) ولا مكان لها مستقبلا ، وسوف تنعدم في سوق العمل والانتاج في السنوات القليلة القادمة .
وتشير بعض التوقعات الي الحاجة الملحة لبعض المهن في السنوات العشرالقادمة ، منها علي سبيل المثال: البرمجة، وأمن المعلومات،وتحليل البيانات،والطاقة البديلة والمتجددة ( خضراء – شمسية – المياه – الهواء) والقانون الدولي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتعليم عن بعد، والتسويق الالكتروني.