لقد أنزل الله شريعته لتنتظم بها حياة الإنسان، وينال باتباعها سعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الجاثية: 18]، وشريعة الله تعالى تنظم وتصلح جميع شئون الإنسان، وهي رحمة كلها، خير كلها، وهي صالحة لكل زمان ومكان. ومن أهم القضايا التي تبرز مرونة الشريعة الإسلامية وكمالها واتساعها القضايا والأحكام التي تخص الأقليات المسلمة التي تعيش في المجتمعات الغربية، فالفقيه يستطيع من خلال مقاصد الشريعة والقواعد الفقهية أن يتصدى لكثير من النوازل والقضايا المستجدة للأقليات المسلمة في هذه البلاد غير الإسلامية، مما يحافظ على تمسكها بعقيدتها وهويتها، وكذلك بيان محاسن الدين الإسلامي في هذه المجتمعات التي لا تعرف كثيرًا عن حقيقة وعظمة هذا الدين الحنيف، كل ذلك استدعى الاهتمام بفقه الأقليات.