اشتمل القرآن الكريم والسنة المطهرة على الكثير من الدلائل التي تحث على فعل الخير، والذي من ضمنه العمل الخيري -في حال حدوثه- يدل على نضج أفراد المجتمع بوجه عام- سواء الأفراد، أو الجماعات- وهو ما يسمونه: (مؤسسات المجتمع المدني)، ولكي نعيش مرحلة تنمية المجتمع واستقراره، لابد من بيان أهم الطرق والأساليب في تطبيق ذلك، وصولا إلى تحقق التنمية الشاملة على ضوء القرآن والسنة؛ بالاعتماد على نصوص القرآن والسنة. في واقع الحال، بسبب عدم تقدير الناس لما يترتب على العمل الخيري من آثار حميدة وفوائد جمة بين أفراد المجتمع؛ أُهمل العمل الخيري وهو ما بات واضحا لدى غالبية المسلمين، وهنا تكمن مشكلة البحث، والذي يهدف إلى معرفة أهم آثار وفوائد العمل الخيري في تنمية المجتمع وتحقيق أمنه واستقراره.
لقد اعتمد البحث عدة مناهج منها: المنهج المقارن، والنقدي التحليلي والتاريخي لمعرفة الآيات والأحاديث الدالة على فعل الخير، وقد ظهرت عدة نتائج حول هذا الموضوع من أهمها أن أسباب قوة الأمة الإسلامية حثها على فعل الخير، وتقديم العون والمساعدة لمن يحتاجون إليهما، في ظل تحديات كثيرة داخل المجتمع الإسلامي كالفقر والجهل والتخلف والظلم. فالقرآن الكريم، وكذلك السنة المطهرة، يحث على العمل الخيري والذي بدوره يعمل على تضييق الفجوة بين أفراد المجتمع؛ ولذلك فهو عامل من عوامل تحقيق تنمية المجتمع، ونشر الأمن والاستقرار في ربوعه.