تهدف هذه الدراسة إلى توضيح مفهوم القوة لغةً واصطلاحاً، ودلالتها في القرآن الكريم، وبيان مفهوم القوة الحربية في السنة والسيرة النبوية ومقياسها، والمقياس العالمي لها في العصر الحاضر، وإظهار الإعجاز الاستشرافي النبوي في تفسير القوة الحربية المذكورة في الآية رقم (٦٠) من سورة الأنفال بالرمي، ومفهومه وفضله وأهميته.كما أوضحت الدراسة طريقة استخدام القوة الحربية الرامية في المنهج النبوي، وطريقة استخدامها في الحروب والمعارك الدائرة اليوم في العالم، ومدى موافقتها ومخالفتها لمنهج السنة والسيرة النبوية، وذلك بالاستقراء الجزئي للنصوص، والاجراءات النبوية المتعلقة بالقوة الحربية الرامية، ووسائلها وأهدافها، وطرق استخدامها، ووصفها وتحليلها، وربطها بالواقع، وصياغتها وإخراجها في بحث محكَّم للاستفادة منه.
وقد توصلت من خلال هذه الدراسة إلى عدة نتائج، من أبرزها: أن القوة الحربية أطلقت في الآية القرآنية، لتشمل كل الأزمنة والأمكنة، وأطلق الرمي في الحديث الشريف ليشمل كل وسائل الرمي وأدواته المتجددة، وأن القوة الحربية أصبحت - جميعها اليوم- تعتمد على الرمي، ولم تعد هناك أي وسيلة أُخري للحروب الحديثة بغير الرمي، وأن كل الصناعات الحربية في العالم اليوم تتنافس على صناعة الكيف – المتمثل بتطوير تقنية الأسلحة الحربية الرامية، ودقتها ومداها وأثرها - وليس على صناعة الكم، كما أن الرمي في السنة والسيرة النبوية الذي يحقق القوة الحربية ويزرع الرهبة، هو الرمي الذي يستهدف العدو المحارب، ومعداته، وإمداداته، وثكناته العسكرية فقط، أما القوة الحربية الرامية التي تستهدف الأبرياء لتقتلهم، وتستهدف العمران لتدمره، وتفسد المصالح العامة والخاصة، لا تعْتبر بمنظور السنة النبوية قوة حرية، إنما قوة تخريبية.