تقدم هذه الورقة مقاربة نظرية حول دراسة الاستخبارات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والبحث في الطبيعة الأكاديمية لتدريس الاستخبارات، والمناهج العلمية فيها. وتنطلق من فرضية أنّ الدور المتزايد الذي تلعبه الاستخبارات أدى إلى تسريع عملية إضفاء الطابع الأكاديمي. ومع تزايد الطلب على ممارسي الاستخبارات، استجابت الجامعات الأمريكية والبريطانية للحاجة المتزايدة لصياغة برامج أكاديمية مخصصة للاستخبارات. تقوم الدراسة على استخدام عدد من المناهج، ولكن بصفة أساسية منهج الحقب التاريخية، والمقارن والحاله لمعالجة إشكالية البحث. وتتمحور المشكلة حول سؤال رئيس: إلى أي مدى استطاع المختصون في مجال الاستخبارات بأمريكا وبريطانيا، التوصل إلى مقاربات، تعد كأساس معرفي وحقل أكاديمي؟ توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج كان أهمها أنّ الاستخبارات أخذت موقعها كحقل علمي مهني أكاديمي، وأنّ النهج الأمريكي يتأثر بالعلوم الإجتماعية، في حين أن النهج البريطاني يركز على التاريخ. وأوصت الدراسة بالسعي نحو توسيع دراسات الاستخبارات كحقل أكاديمي في العالم العربي، وتخصيص برامج لدراسة وتدريس الاستخبارات في الجامعات العربية.