إن الأسرة هي الركيزة الأولى في بناء المجتمع؛ وذلك لما تقع عليها من مسؤوليات عظيمة في تربية الفرد المسلم، وإصلاح الأجيال؛ ولهذا عني القرآن الكريم بموضوع الأسرة عناية فائقة، حتى إن أول ما خلق الله آدم عليه السلام خلق له حواء؛ ليسكن إليها، وتستقر الحياة معها. ولا يخفى على الناظر اليوم الهجمات التغريبية على الأسرة المسلمة، وتشجيع التفكك الأسري، ورعاية هروب الأبناء، وغيرها من الأمور التي تهدف إلى هدم الأسرة وتفكيكها، حتى يسهل استهداف المجتمع كله. وإن من الأمور المهمة التي تحتاج إليها الأسرة المسلمة هو موضوع العطف الأسري، سيما مع تعدد ظواهر العنف الأسري، فنحن بحاجة ماسة إلى دراسة هذا الموضوع في ضوء القرآن الكريم، الذي هو منبع كل دواء. ويكشف هذا البحث عن أهمية الأسرة، وأثر العطف في بناء الأسرة وتماسكها. وتكمن أهمية الموضوع وأسباب اختياره في أثر العطف الأسري في تماسك المجتمع كله، وتعزيز القيم العليا لدى أفراده، خاصة مع شدة الحملات التغريبية التي تستهدف الأسرة المسلمة، مما يحتم علينا الاهتمام بها أكثر. مكانة الأسرة في المجتمع المسلم، ودورها الكبير في صلاحه وتنميته. حاجة المجتمع اليوم إلى تعزيز معاني العطف الأسري، خاصة مع تفشي ظاهرة العنف الأسري عند بعض المجتمعات، مما يخلق تهديداً حقيقياً لترابط الأسرة. ويتكون البحث من: مقدمة، ومبحثين، وخاتمة. أمّا المقدمة فقد اشتملت على أهمية الموضوع وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهجه. ثم المبحث الأول: وفيه مفهوم العطف والأسرة، ودلالته في السياق القرآني، والمبحث الثاني: وفيه دلالة العطف الأسري في السياق القرآني، وفيه ثلاثة مطالب. ثم الخاتمة: وفيها أهم النتائج.