من مدينة القدس المسجد الأقصى بالتحديد البقعة التي شُرّفت بحادثة الإسراء والمعراج من حائط البراق الذي كان منطلق التشريف والتكليف والذي فوق سماءه فرضت صلوات نُرتل فيها آي القران وكان نبينا فيها إماماً للمرسلين، من هنا كانت البداية ومن هنا أردنا أن نُنشأ مركزاً يكون إماما لمن أراد العروج إلى السماء أو لمن ضل السبيل وأراد الهدى!
مركز إسلامي مجتمعي ببرنامج موسع قائم على تربية شاملة يعاد فيه تشكيل المسلم ويمنحه العيش في ظلال القرآن تلاوة وتربية، يستهدف بشكل خاص فئتين الأولى طلاب القرآن والثانية رواد الإسلام حديثا، مٌقام على أرض الخانقاة الفخرية وحارة المغاربة التي هدمها الاحتلال عام 1967م في محاولة لطمس هويتها مُثبتاً لهوية الأرض الحقيقية،يدمج ما بين القدم والحداثة،يوفر ساحة ممتدة لرواق الأقصى تخدم رواده في مواسم الطاعات المكتظة.
يحوي جناحا خاصا لاستقبال المسلمين الجدد وتوفير مجتمع مصغر لهم لفهم شعائر الإسلام والعيش معهن حتى تُغرس البذرة، ويحوي أيضا مخيما قرآنيا تربويا مغلق، يعقد لمدة 40 يوماً لكل دورة، بمقدار 9 دورات في العام الواحد يضم برامج عدة على رأسها العيش -طوال الفترة المحددة-مع القرآن تلاوة وتدبراً وحفظاً متقنا، بالإضافة إلى برامج مختلفة منها ما هو لغرس القيم والأخلاق الإسلامية مثل الصدق والكرم والصبر، وبرامج للتدريب والتأهيل على الخطابة والإلقاء وغيرها من المهارات الدعوية وبرامج ترفيهية وسياحية وثقافية متعددة.
يتضمن هذا البحث شرحا عاما عن المشروع بدءا من الحديث عن تاريخ هذه المراكز وتطور نشأتها عبر الإسلام، ثم أهمية المشروع وحاجته. ثم انتقلنا إلى تحليل دراسات حالات مماثلة، بعد ذلك قمنا باختيار موقعاً محددا للمشروع مجاورا للأقصى ليلبي المقصد الأعظم منه وتثيبتا لتاريخ هذا الموقع الذي تعرض على مدار سنوات عديدة لمحاولات طمس وتهويد، وقمنا بتحليله من جميع الجوانب المناخية والتاريخية وغيرها، وأخيرا قمنا بتحليل برنامج المشروع، وخرجنا بمجالات تقريبية وعلاقات وظيفية.
وقد أظهر الفصل الأخير النتيجة المعمارية النهائية المقترحة التي تتضمن المفهوم والرسومات المعمارية 2D ولقطات تقديم 3D.
مشروع له بُعدٌ تحرري، أُسس لما بعد التحرير إيمانا منا أننا نقف على أعتاب النهايات لبدايات ستكون مشرفة لهذه الأمة بإذن الله، وقد يرونه بعيداً إلا أننا نراه قريباً جداً!