لقد أكدت الشريعة الإسلامية على أهمية الأسرة في نصوص شرعية رصينة ودقيقة وهادفة، بل إن أغلب الأحكام القرآنية تدور حول الأسرة باعتبارها النواة التي تحفظ النظام الاجتماعي والإنساني، ولكن في العصر الحديث ساهم ظهور الإنترنت في تسريع عملية التحول الاجتماعي، حتى أننا لم نعد أمام تغيرات بسيطة، بل أصبحنا أمام انفجارات مفاجئة من التغيرات على مستويات مختلفة، تؤثر على طبيعة العلاقات الاجتماعية من حيث إنشائها وإقرارها واستمرارها. وهدفنا في هذه الورقة هو النظر في التحولات التي طرأت على منظومة المقاصد في العصر الحديث، من خلال التركيز على عصر الرقمنة وأثره على المجتمع البشري، والأسرة على وجه الخصوص. كما تحاول هذه الورقة التركيز على تأثير وسائل الإعلام الجديدة على منظومة العلاقات الأسرية من خلال مناقشة التحولات في منظومة المقاصد والقيم الإسلامية وآثارها الحاسمة على تماسك الأسرة.