الملخصالإلحاد مذهب فلسفى يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله سبحانه وتعالى ، فيدعي الملحدون بأزلية المادة بأنها هي الخالق والمخلوق في آن واحد. وعلى ضوء إنكار الملحدين للجانب الروحي ، واعتقادهم بأن الوعي إنعكاس للمادة ، فيكون الإنسان وكأنه وحش كاسر يهتك جميع الفضائل التي ظلت تؤسس لها الأديان آلاف السنين إن ظاهرة الإلحاد هي نتيجة طبيعية للتمرد على الوضع العام للبلد الغياب الإستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فكانت حالات الإحباط العام واليأس وما تسببه من هزات كبيرة في نفسيات الشباب ، فكانت أبرز العوامل التي أدت الى ظهور شريحة الملحدين كضحية للآثار السلبية للعولمة والإنفتاح التقني الكبير إضافة لمعاناتها للفقر والفاقة والضياع مع انعدام الرصيد الديني والثقافي لمعظم الشباب مما جعلهم عرضة لكل ما يصل من أفكار وآراء شاذة ومسمومة .فوقاية شبابنا من موجة الإلحاد هذه تفرض على من يتصدى لمعالجتها أن يحمل نظرة الى الشباب الحائر أنهم يحملون أفكاراً تؤرقهم، فهم يحتاجون الى من يناقشهم لا الى من يتهمهم بالكفر والإلحاد ، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعامل بمنتهى الشفقة مع من ارتكب كبيرة لدرجة أنه بدا عليه الأسى - صلى الله عليه وسلم عند تطبيق حد السرقة لأول مرة حتى قال الصحابة (يَا رَسُولَ اللهِ ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ قَطْعَهُ ؟ قَالَ : " وَمَا يَمْنَعُنِي، لَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ) فينبغي أن نضع نصب أعيننا ونحن نتعامل مع هذه الشريحة مبدأ : (( لَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَان عَلَى أخيكُمْ )) أي : لا تساعدوا الشيطان في إضلالهم ، مدوا أيديكم وقدموا كل ما يمكنكم ولم تتوقف الحلول عند الجوانب العقلية والأدلة البرهانية ، يتطلب الأمر أمام هذا التدهور الأخلاقي وذوبان القيم الإيمانية الى استدعاء وشحذ همم الطبيب الروحاني والحكيم النفساني ليختار في خطابه صيغة تتنزل الى أعماق النفس مخاطبة للطائف الروحية فتستنبط عواطفها وتطمئن مداركها العقلية بعد تحصينهم بسور من الإيمان الذي تم تحويله من إيمان تقليدي موروث الى إيمان تحقیقی مشهود .إن التحدي الذي تفرضه المرحلة يتطلب إغناء وإشباع الجوانب الروحية للإنسان المعاصر الحائر في دهاليز الحياة المادية المظلمة الذي أصبح ينفر من أساليب الدعاة والوعاظ التقليدية باحثاً عن الحقيقة ولن يجد ضالته الا عند من يعتمد معه أسلوباً حكيماً مفعماً بالجانب العاطفي الرقيق للوصول الى أعماق النفس كي ينبش ما كان فيها دفيناً من الخبايا النفسية والطوايا الروحية وصولاً الى وضع البلسم الشافي لكل جراحات الفرد والجماعة التي أصبحت في مجاعة روحية أمام تحديات العصر المادية وتياراته الإلحادية وهجماتها الشرسة وفي هذا المضمار كان للطريقة العلية القادرية الكسنزانية باع طويل فقد نجح شيوخها في جذب الشباب الضائع الى فلك الدين الإسلامي الحنيف بواسطة إظهار كراماتهم ، فيكون الملحد أمام شاهد ناطق بالحق وذلك عندما تتحقق خوارق العادات أمام ناظريه ، فكم من ملحد او غافل عاد الى رشده لما رأى أنوار الحق تسطع أمامه ، وكم من ضال إهتدى الى الصراط المستقيم.