جناية الحداثيين على الإسلام والمسلمين

التصنيف

مقالات متنوعة

التاريخ

24/04/2024

عدد المشاهدات

86

زياد أحمد سلامة

 

في ظل انحسار مفاهيم الإسلام الصحيحة عن الحضور الواضح في الثقافة السائدة لدى عامة الناس، بات من السهل أن يقتحم مجال تأويل هذه المفاهيم أي إنسان مهما كان حظه ونصيبه من التحصيل العلمي في مجال الثقافة الإسلامية، وسمح هذا الأمر بظهور مصطلحات مختلفة مثل: تجديد الخطاب الإسلامي، ضرورة إعادة قراءة القرآن قراءة حديثة معاصرة، الدخول في الحداثة وما بعد الحداثة ومواكبة العصر والتخلص من الخطاب التقليدي… وما إلى ذلك. والمشكلة أن كل هذه المفاهيم التي يتم الدعوة إليها ليس لها تعريف محدد ولا واقع يمكننا من التعرف إليها.

 

تُعرَّف الحداثة بأنها: الانتقال من حالة قديمة إلى حالة جديدة، تشمل وجود تغيير ما، ويعد الفيلسوف هيغل أول شخص اهتم بمفهوم الحداثة، وربطها مع التطوّرات الفكرية التي ظهرت في أوروبا، والتي اتّسمت بظهور تيارات أدبيّة وفنية لم تكن معروفة سابقاً.

 

تتمثل الحداثة في كل مجالات الحياة والفكر من الاقتصاد، والسياسة، والدين، والعلوم، والفنون، والأدب، وغيرها.

 

 شكَّل مفهوم الحداثة مدخلاً لما بات يُعرف بـ “القراءة المعاصرة للقرآن” وهي محاولات يقوم بها أصحاب هذا النهج للخروج بمفاهيم جديدة للقرآن الكريم بهدف مواكبة القرآن للعصر الحديث وما فيه من علوم واختراعات ومفاهيم اجتماعية وفكرية وسياسية جديدة مستحدثة.

 

ومن المسميات التي أطلقت على اتجاه “القراءة المعاصرة” مسمى (القرآنيون) في إشارة إلى اكتفاء أصحاب هذا الاتجاه بالقرآن الكريم مرجعاً وحيداً ورفض  كل ما يتعلق بالقرأن خاصة والإسلام عامة من علوم كالحديث النبوي الشريف والتفسير والفقه وأصوله والتاريخ وغيرها.

 

ليس هناك أمرٌ واحد يجمع أصحاب هذا الاتجاه فلديهم مواقف مختلفة من التراث والعلوم الشرعية ومنها الحديث الشريف، ولكن يُلاحظ لدى أكثرهم رفض التراث بشكل عام والقيام بتقديم تفسيرات جديدة للآيات والأحكام الشرعية، ويُلاحظ أن غالبيتهم أيضاً تتعامل مع القرآن الكريم على أنه نص بشري أكثر من كونه وحياً إلهياً. وهناك من حاول (التجديد) في الخطاب الإسلامي بحيث يبدو متوائماً مع الفكر الغربي ومتجاوبًا الشبهات الاستشراقية بحيث يقدم تفسيراً (عصرياً) لتلك الشبهات،

 

ومن أشهر رموز هذا الاتجاه محمد شحرور ونصر حامد أبو زيد وحسن حنفي ومحمد عابد الجابري والصادق النيهوم وأدونيس والطيب تيزيني وزكي نجيب محفوظ ومحمد أركون وعلي حرب و خليل عبد الكريم، وغيرهم،   وعدنان إبراهيم وعدنان الرفاعي وحسن فرحان المالكي وعلي منصور كيالي  وجورج طرابيشي، جورج قرم، رجب فودة، هشام جعيط، نوال السعداوي، محمد أراكون، كريم مروة وحسين مروة، فاطمة المرنيسي، ويُلاحظ أن الجامع الأكبر بين هؤلاء أنهم من غير الدارسين للعلوم الشرعية (ولا نقصد الدراسة الأكاديمية الجامعية) بل كل دراساتهم عن الإسلام هي ثقافة عامة، في حين أن تخصصاتهم الدراسية مختلفة وجُلُّهم مهندسون.

 

لطفًا متابعة القراءة في موقع رأي اليوم 
الكهرباء من أعظم التسخيرات الإلهية لممارسة الاستخلاف في العصر الحديث الأسس الفكرية لبناء الحضارات الإنسانية وثمراتها