لعل أحد أبرز وأخطر مخرجات الثورة التقنية يتمثل في تطور “الذكاء الاصطناعي”، هذا الذكاء الآلي الذي بات يفرض أسئلة جديدة على مستقبل الإنسان وقدراته وذكائه وعمله. وفي سياق الخوف الإنساني من المنافسة معه على الرغم من أنه صانعه يتساءل الإنسان المعاصر عن مآلات هذا التطور وانعكاساته على حياته. وفي هذا السياق يأتي هذا الكتاب الذي بين أيدينا مسلطًا الضوء على طبيعة المنافسة بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي ومستقبل هذه العلاقة وطبيعتها، وذلك في ضوء القلق البشري من السرعة الهائلة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي ووصوله إلى مساحات وميادين لم تكن تخطر على بال الأجيال السابقة القريبة فضلًا عن البعيدة. وتدور الفكرة العامة للكتاب حول ضرورة أن يقوم الإنسان بمسايرة التحولات والتطورات التي يمر بها الذكاء الاصطناعي بشكل واعٍ، وذلك لا يكون إلا بالعمل على رفع كفاءته العقلية، وبالتالي يركز الكاتب بشكل كبير على دور النظام التعليمي والمدرسة باعتبارها المؤسسة الموكلة بعملية التعليم ونقل المعرفة.
ينقسم الكتاب الى خمسة عشر فصلًا تأتي مجموعة من العناوين الجانبية الكثيرة لتنقل الأفكار عبر كل الفصل. ومما تجدر الإشارة إليه أن توجه الكاتب الدارويني اللاديني يلقي بظلاله بشكل كبير على الأفكار التي يطرحها، وهو ما سيتبين خلال هذا العرض.
الفصل الأول
ربيع الذكاء الاصطناعي