عندما تتحكم أجهزة الأمن في الثقافة تفقد الدول القوة وتنهار

التصنيف

مقالات متنوعة

التاريخ

30/05/2024

عدد المشاهدات

296

القراءة النقدية للإنتاج الثقافي العربي يجعلك تدرك أبعاد الأزمة التي تمر بها الأمة؛ حيث تم حرمانها قهراً من التعبير عن حلمها في الحرية والاستقلال الشامل؛ لذلك يجب دراسة الأسباب التي أدت إلى ضعف الإنتاج الثقافي.

والثقافة من أهم مصادر قوة الدول، لذلك تستخدم الكثير من الوسائل لزيادة جاذبية ثقافتها، وتشجيع الأدباء لإنتاج أفكار جديدة تشكل أساساً لبناء مجتمع المعرفة.

والحرية تطلق القدرات العقلية، وتفتح المجال لبناء نهضة علمية وأدبية؛ وكانت تلك هي القاعدة التي بني عليها الغرب نهضته الثقافية منذ نهاية القرن الثامن عشر، وقامت الصحافة بتقديم المثقفين للجمهور، والبحث عن الأفكار الجديدة.

ما الحرية التي يريدونها؟!

مراجعة ما يكتبه أنصاف الجهلاء من عملاء الاستعمار الثقافي الغربي توضح أنهم يريدون حرية محدودة تتيح لهم أن يهاجموا الإسلام، ومنع الأزهر من مواجهة ذلك الهجوم؛ لكنهم لا يريدون الحرية من القيود التي تفرضها السلطة، ولا يدافعون عن حرية المثقفين الإسلاميين الذين يمكن أن يقوموا بدورهم في نقد إنتاجهم، وتوضيح تهافت أفكارهم.

المتغربون الذين يدعون التنوير لا يريدون الحرية حتى بمعناها الغربي، ولكنهم يصرخون عندما يهاجم أحد أفكارهم، ويصفونه بالإرهاب والظلامية، والرغبة في تقييد حرية العقيدة والفكر.. لكن لم يكتب أحدهم يوماً كلمة دفاع عن حق مثقف إسلامي في الدفاع عن الإسلام.

مستنيرون ضد الإسلام فقط!

هم مستنيرون فقط في الدفاع عن الغرب، الذي يروجون لفكرة أن التقدم يعني تقليده دون تفكير بخيره وشره، والتخلي عن الإسلام الذي يدعون كذباً أنه سبب التخلف، وأن الحملة الفرنسية هي بداية النهضة والخروج من الظلمات إلى النور.

لكن هل يمكن أن يشرح لنا أحدهم معاني الحريات في الفكر الغربي، وتطبيقها في النظم السياسية الأمريكية والأوروبية.. أنا أتحداهم وأستطيع أن أبرهن على أنهم لم يقرؤوا هذا الفكر، وأن جهلهم به لا يقل عن ذلك الذي يظهر بوضوح عندما يتحدثون عن الإسلام واللغة العربية والشعر العربي.

وهم يحرصون على استخدام بعض الكلمات الإنجليزية؛ ليدلسوا على الجمهور ويخدعوه، لكن هل يستطيع أحدهم أن يقول لنا جملة مفيدة باللغة الإنجليزية أو العربية؟!

إنهم يتحدثون عن العلمانية باعتبارها الحل الوحيد لبناء الدولة الحديثة؛ لكن هل يستطيع أحدهم أن يشرح لنا معنى العلمانية؟ وكيف ظهرت وتطورت؟ وهل تطبقها أمريكا وأوروبا، وهم يتعاملون باستكبار وغرور مع المثقفين المسلمين؟ حسن، فهل يقبلون المناظرة في الفكر الغربي الذي يمجدونه، وباللغة الإنجليزية إن أرادوا؟

التبعية للسلطة.. لماذا؟!

 

لطفًا متابعة القراءة في موقع المجتمع - د. سليمان صالح 
احتلال اقتصادي بإرادة عربية أهم 12 نصيحة من كتاب إدارة الأولويات - الأهم أولا