مآلات التنافس الصيني الأمريكي في صناعة التكنولوجيا المتطورة

التصنيف

مقالات متنوعة

التاريخ

14/05/2024

عدد المشاهدات

51

يتزايد القلق الأمريكي من قدرة الشركات الصينية على تطوير رقائق متقدمة، على الرغم من ضوابط التصدير الشاملة التي تم إدخالها في عام 2022، وفي أحدث إشارة على هذا القلق المتزايد؛ ألغت إدارة بايدن، مطلع مايو 2024، تراخيص التصدير التي تسمح لشركتي "إنتل" و"كوالكوم" بتزويد شركة "هواوي" الصينية بأشباه الموصلات، مع زيادة واشنطن الضغط على شركة معدات الاتصالات الصينية، وتؤثر هذه الخطوة التي اتخذتها وزارة التجارة الأمريكية في توريد الرقائق لأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة التابعة لشركة "هواوي".

خطوات استباقية:

تسعى الإدارة الأمريكية لأن تكون خطواتها في مجابهة تطور القدرات الصينية في مجال صناعة الرقائق الدقيقة والمتطورة، خطوات استباقية لحرمان الشركات الصينية من التكنولوجيات الحيوية، وليست مجرد رد فعل على خطوات الشركات الصينية، خاصة أن إدارة بايدن تسعى لوقف توسع الشركات الصينية في هذا المجال، ومنعها من الوصول لمنافسة الشركات الأمريكية أو الآسيوية الرائدة في هذا المجال؛ إذ تضغط الولايات المتحدة على حلفائها في أوروبا وآسيا؛ لتشديد القيود على صادرات التكنولوجيا والأدوات المرتبطة بالرقائق إلى الصين. ويمكن هنا الوقوف على بعض الملاحظات الأساسية في هذا الصدد، وأبرزها:

1- مخاوف أمريكية من التقدم العسكري الصيني: ترى واشنطن أن التفوق العسكري الكاسح للولايات المتحدة حالياً يعتمد على التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة خاصة في صناعة الرقائق، وهي الصناعة التي لا تسيطر عليها الولايات المتحدة بشكل كامل خاصة في مراحل تصنيعها التي تسيطر عليها شركات آسيوية؛ مما يثير المخاوف الأمريكية، خاصة وسط مساعي الصين الحثيثة لامتلاك هذه التكنولوجيا وتطويرها بما يهدد التفوق الأمريكي، وتذليل الفارق التقني بين الولايات المتحدة والصين، والذي يضمن لواشنطن حالياً التفوق بمراحل على منافسيها خاصة في المجال العسكري؛ ناهيك عن المجالات الأخرى التي تُعد هذه الصناعة أحد أهم مدخلاتها مثل: صناعة البرمجيات والهواتف الذكية والسيارات الكهربائية وغيرها.

2- تجاوز الصين للتوقعات الأمريكية في مجال الرقائق: تشعر الولايات المتحدة أن هيمنتها التكنولوجية تتعرض لتهديد واضح من قبل الصين بسبب قاعدة الصين الصناعية الضخمة، والتي منحتها الريادة في تقديم الابتكارات الجديدة إلى الأسواق العالمية بأسعار منافسة؛ إذ تجاوزت الصين بالفعل توقعات واشنطن في المجالات التكنولوجية؛ ما دعا الأخيرة لاستخدام قيود تجارية للحد من الصعود الصيني في المجالات التقنية، والتي يمكن كذلك استخدامها في تطوير الأسلحة سواء أكانت الأسلحة التقليدية أم غيرها من الأنظمة المتعددة الأطراف أم التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج.

3- مساعي الصين للظهور كقوة عظمى في مجال الرقائق: تسعى الصين إلى وضع نفسها كقوة عظمى رائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا في العالم كجزء من استراتيجية "الأمن القومي الشامل"، التي تخطط من خلالها بكين لأن تكون أحد أبرز القوى عالمياً في مجالات التقنية والابتكار، وفي قلب هذه الاستراتيجية تقع رقائق أشباه الموصلات الدقيقة، التي تُعد ضرورية لجميع التقنيات المدنية والعسكرية الحالية والناشئة، وتأمل بكين أن تساعدها هذه الرقائق على تحقيق أهدافها الجيواقتصادية والجيوسياسية على مدى العقود المقبلة؛ لتحل محل الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى المهيمنة وزعيمة النظام العالمي الحالي.

صناعة أساسية رائدة:

لطفًا متابعة القراءة في موقع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

تحديات الاستثمار الصيني في البنية التحتية في إفريقيا مركزية الفعل الأخلاقي في الرؤية الإسلامية