إن بناء الأسرة وتربية الأطفال ورعايتهم، بقدر ما فيها من تكاليف والتزامات، إلا أنها في الأخير، باب من أبواب الجنة، وطريق من طرق دار السلام والأمان والراحة الدنيوية والأخروية. وإن أول ميزة يجب أن يتحلى بها الأب والمربي المسلم هي: العلم والعمل، والفرق بين الأب العالم بواجباته والعامل على تطبيقها، كالفرق بين المبصر والأعمى.
ولعل هذا الكتاب هو إحدى الوسائل المعينة والموجهة والداعمة لهذا المسعى الإستراتيجي العظيم، حيث حاولنا توفير ما يحتاجه كل أب وأم، وكل مشتغل بالتربية والتعليم، من نظريات في التربية المتعددة الجوانب، ووفرنا الكثير من المفاهيم التي لها علاقة بالأخلاق والقيم: كالثقافة، والشخصية، والحضارة، وغيرها.
وتحدثنا عن الأسرة، وكيف يمكن أن نجعلها فضاءً رحبًا عامرًا بالمحبة والسلام والتعاون، من أجل أن يكون محضنًا تربويًا بحق.