أساليب التدبر القرآني عند الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

أساليب التدبر القرآني عند الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير
أساليب التدبر القرآني عند الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير
الدكتورة فيحاء محمود محمد الرفاعي
حولية كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا - المجلد 16، العدد 16، 2024


يهدف هذا البحث إلى تقديم نموذج تطبيقي عملي في التدبر القرآني من خلال دراسة أساليب التدبر عند الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير"، وإعطاء الدارسين لموضوع التدبر عند العلماء فرصة الاطلاع على طرقهم وأساليبهم، وتأصيل بعض القضايا السلوكية والتربوية التي تخدم المجتمع، ومعرفة أن القرآن لا بد فيه من التدبر لفهم الآية المستلزمة لسلوك عملي إيجابي، ليكون التدبر للقرآن صورة عملية لأحكام القرآن المختلفة.
وقد بيّن البحث الفرق بين التدبر والاستنباط، موضحًا أن الاستنباط نتيجة للتدبر فهو فرع منه، وكذلك الفرق بين التدبر والفكر، مبينًا أن التدبر أظهر في الآيات القرآنية، والتفكر أظهر في النظر في الآيات الكونية، وكذلك الفرق بين التدبر والتأمل، مبينًا أن التأمل يحدث بالبصر، والتدبر من عمل القلب، وأن من مقاصد التدبر التفكر والاعتبار، وخشوع القلب، واستنباط الأحكام، ومن فوائده زيادة الإيمان وتحقيق الهداية والبركة.
وقد سار الشيخ الطاهر بن عاشور في تدبره على عدة أساليب، سواء موضوعية تتضمن النظر في مقاصد سور القرآن والآيات القرآنية، وأسلوب العموم وعلم المناسبات، أو من خلال أساليب الدلالات الأصولية بالنظر إلى دلالة المطابقة أو دلالة الالتزام أو مفهوم المخالفة أو الموافقة، أو كانت تلك الأساليب من خلال اللغة والبلاغة.
وقد انتهى البحث إلى عدة نتائج، منها أن اطلاع المتدبر على قدوات المتدبرين دافع رئيسي للاهتداء والاقتداء، وأن الشيخ ابن عاشور اعتنى بتدبر القرآن من خلال ربط الآيات بالواقع، وفي هذا تطبيق عملي وبيان لأثر القرآن في إصلاح واقع المتدبر.