العالم المتشابك وتأثير الدومينو: كيف تتأقلم الدول مع التحديات العالمية؟

العالم المتشابك وتأثير الدومينو: كيف تتأقلم الدول مع التحديات العالمية؟
في الحلقة العاشرة من برنامجنا "منتظم الدولة" نناقش مفهوم الدولة في عالم متشابك ومتصل، حيث لا يمكن لأي دولة أن تعيش بمعزل عن الآخرين. 
نتطرق إلى كيفية تأثير الأزمات والحروب والأحداث الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم على الجميع، ونوضح أهمية فهم العلاقات الإقليمية والدولية لإدارة المخاطر واستثمار الفرص.
محاور الحلقة: 
1. مفهوم الدولة في العالم المعاصر
في هذا البرنامج نتحدث عن عالم متشابك، ومن يعمل في موضوع الدولة يجب أن يعرف أن الدولة اليوم ليست كيانًا معزولًا مفصولًا عن العالم، يستطيع أن يعيش منفردًا كما كانت الحال في الماضي، حين كان اقتصاد القرية مكتفيًا ذاتيًا. اليوم، لا يوجد أحد يستغني عن العلاقات الإقليمية والدولية بأي شكل من الأشكال، سواء في التنقل أو التجارة أو الدفاع والأمن. كل القضايا متشابكة في العالم الحالي.
2. تأثير التشابك العالمي وأزمة "الدومينو"
عندما تحدث حرب في أقصى بقاع الأرض، يهتز الاقتصاد العالمي كله نتيجة فكرة "الدومينو"، التي تعني أن تحريك قطعة واحدة يحرك كل بقية القطع سلبًا أو إيجابًا. في العالم المعاصر، عندما تحدث أزمة اقتصادية في مكان ما، تنتشر بسرعة إلى كل أنحاء العالم.
مثلاً، إذا حدثت مشكلة في أي من الخوادم الحاسوبية في العالم، فجأة نجد اضطرابات في الطيران والمطارات وحركة السير والبورصة وكل جوانب الحياة، نتيجة هذا التأثير المتسلسل.
3. الدولة ليست كيانًا معزولًا
لذلك، من ينظر إلى الدولة لا يجب أن يراها ككيان معزول يتصرف كما يشاء، بل الدولة جزء من الإقليم، والإقليم جزء من العالم، والعالم كله متشابك ومصالحه مترابطة. لذلك، لا نتوقع فجأة أن دولة من أقصى العالم لن تتدخل في سياساتك، كما أنك مضطر أيضًا أن تتدخل في سياسات الآخرين في أقصى مكان في العالم نتيجة هذا التشابك العالمي.
4. فكر الدومينو وعلاقاته الدولية
هذه الفكرة تقود إلى ضرورة أن تكون مهندس علاقات دائمًا وأبدًا. الدولة تحتاج إلى دراسة المخاطر التي تحيط بها والفرص المتاحة لها. بعض الناس ينظرون فقط للمخاطر، بينما العالم يتيح فرصًا كبيرة جدًا للتقدم.
وعلى هذا الأساس تتم دراسة عناصر القوة لدينا، حتى نستطيع استثمار الفرص المتاحة في العالم، وننظر إلى المخاطر المحيطة بنا ونسد الثغرات الناتجة عن ضعفنا في مناطق معينة.
5. رؤية اللاعب السياسي الماهر
اللاعب السياسي الماهر الذي يفكر في شأن الدولة يحتاج إلى النظر إلى هذا الأثر الواسع لفكرة الدومينو عليه، وأن يكون منتبهًا دائمًا للمخاطر، والفرص، وعناصر القوة والضعف، ليقيم هذا الميزان الذي يحميه، ليس فقط سلبًا، وإنما أيضًا ينفعه إيجابيًا في النمو والتطور والتمكن في العالم الذي يحيط به.
الدولة باستمرار في حالة توقع وتموقع.
6. نشوء القوى العالمية الجديدة
اليوم لا يمكن لأي دولة أن تتجاهل التغيرات الحاصلة في العالم، مثل نشوء قوى جديدة كالصين والهند وروسيا البازغة وتركيا مع التطورات الموجودة فيها. يجب أن تراقب هذه القوى وكيف ستؤثر عليها في المستقبل.
لماذا؟ لأنها تريد أن تتموقع في المستقبل، تقيم علاقات جديدة، تحصل على فرص جديدة، وتنمو. وتتفادى المخاطر التي تنتج عن تقاطع مصالح هذه الدول سلبًا مع مصالحها كدولة.
7. مراقبة العالم والتموقع الاستراتيجي
مراقبة العالم الموجود وتوقع ما الذي سيحدث، وحسن التوقع في التموقع في المستقبل، هو أحد أساسيات الدولة المعاصرة.
فكرة الدومينو والتأثير المتبادل بين الدول في العالم تعني أن العالم الذي نعيش فيه عبارة عن مناطق، موارد، ممرات مائية، مياه وأنهار.
لذلك، كل الدول تحاول التمركز في هذه المناطق الرئيسة واحتلالها، لمنع الآخرين من الوصول إليها، مما يزيد من فرصتها وقوتها بامتلاك هذه المناطق.
8. فقدان التمركز وخطورة تجاهل التشابك
من لا ينظر إلى العالم كدومينو، حيث يؤثر كل جزء على الآخر، يفقد خاصية التمركز المطلوبة للدولة في العالم.
هذا يتطلب النظر إلى التحالفات الاستراتيجية، والتحالفات التكتيكية الظرفية.
9. طبيعة الصراع العالمي: جبهات متعددة
الصراع الموجود في العالم ليس جبهة واحدة، بل هو عدة جبهات:
جبهة العلم، جبهة التقنية، جبهة الاقتصاد، جبهة الموارد المادية والمائية، جبهة الممرات الكونية، جبهة الإعلام والتغير الثقافي، جبهة التعليم والتطوير.
يجب النظر إلى العالم كمجموعة جبهات، ويجب على الدولة أن تصارع في كل هذه المساحات لإنشاء دولة محترمة في هذا العالم المتشابك.
10. التوقع والتموقع كأساس للدولة المعاصرة
فكرة الدومينو مرتبطة كثيرًا بقضية التوقع والتموقع: كيف نتمركز في العالم الحالي بحيث نضمن أفضل منطقة لوضع دولتنا أو مجتمعنا مقارنة ببقية القوى الموجودة التي تؤثر فينا ونؤثر فيها.