الــفــيــلــســوف: إنــســان الــنُــقــصــان، نــحــو مُــســاءلــة نــقــديــة لأحــكــام الــنـَّـسَــف
إنّ من أبرز الصِّفات التي فُطِر عليها الإنسان هي النُقصان، تِلك التي تجعله يغفل، يتعثّر ويُخطئ، هي تعبير صَريح عن النُقصان فينَا، نَعيبه إذا تجاوز الحدّ وتحوّل إلى عُقدة النُقص، فتُحاكِم بظُلم، نعترِف بنُقصاننا ولكن لا نرتهِن له. وسَيّرًا على خُطى هذه الطبيعة البشرية يكون الفيلسوف الصوت النقدي، بمَا هو إنسان، إنسان النُقصان، يتفاعَل مع الحدث تفكيكًا وبناءً، وينسج حوله مواقفه وتقديراته، التي تكون مَدَار تحليل ومُناقَشة من طرف القُرّاء والمُتتبّعين لِخَرَجَات الفلاسِفة، تَبَعًا للخُصوصية الفلسفية الجريئة، إمّا جُرأة الحقّ أو جُرأة التغّطية عليه. ولهذا فإنّ المطلب في أن تترافَقَ الجُرأة مع البراءة، سَعّيًا.