القيم الإنسانية هي من جملة ما يستهدفه العُدوان الصهيوني الإبادي على غزّة. العالَم بأسره أصبح أمام أسئلة جديدة، وهو يرى الإبادة تُبثّ مباشرة على الهواء، من دون أن يُحرّك أحدٌ ساكناً، وبتواطؤ غير مسبوق، بلغ درجة الشراكة في الجريمة. وهذه الوضعيّة تفرض نفسها على العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتُثير الأسئلة حول دورها ومصيرها.
هذا ما يتناوله كتاب "الحرب على غزّة وسؤال القِيم الإنسانية اليوم" الذي صدر حديثاً لمجموعة من الباحثات والباحثين عن "الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية" (إيناس)، بتحرير: ماريز يونس والجيلالي المستاري.
يضمّ الكتاب مواقف أكادﻳﻤية عربية أُولى حول العدوان على غزّة من تخصّصات مختلفة ومناطق جغرافية متعدّدة من العاﻟﻢ العرﺑﻲ وخارجه، ومثّلت هذه الأوراق مساهمات مختصرة ومكثّفة عبّرت عن قراءات وشهادات ومواقف وفرضيات أُولى لأكادﻳﻤيين وباحثين في المنطقة العربية، انطلاقاً من مداخل مختلفة، فلسفية وأخلاقية وسوسيولوجية وأنثروبولوجية وقانونية وسياسية واستراتيجية استشرافية وإعلامية ولسانية وسيميولوجية وتربوية ونفسية وأركيولوجية، إضافة إلى كتابات عبرّت عن رؤى وشهادات ومواقف ذاتية في المجال العام.
يتضمّن الكتاب إحدى وأربعين ورقة بحثية، من بينها: "الحرب على غزّة من الإبادة المكانية إلى الإبادة الجماعية" لساري حنفي، و"كذبة القرن الثانية" عبد الحسين شعبان، و"حرب الإبادة الجماعية على غزّة في 2023: تهافت المنظومة الأخلاقية" لـ أباهر السقّا، و"حرب غزّة: أكذوبة القيم العالمية والعنصرية المؤسساتية"، و"الحرب على غزّة بين البدايات والمآلات والمصير" لكمال مغيث، و"الحواس والحرب: تأمّلات حول عنف الحواس في غزّة فلسطين" لياسمين قعدان، و"الغرب يخون فلسفته" لهلا عواضة.