لقد شرع الله سبحانه وتعالى شرائعه وأكمل الدين لضمان سعادة الناس وصلاحهم وهداهم ونجاتهم في الدارين، وأرسل معهم الرسل والكتب، ليقوم الناس بالعدل في جميع شئونهم ومعاملاتهم، ومن رحمة الله بالناس أن أوضح لهم طريق الدعوة إليه، وسورة يوسف من سور القرآن التي ذكرت جوانب دعوية وتربوية كثيرة يمكن للخطباء المعاصرين الاستفادة منها في دعوة الناس، ونظراً لما تحتويه هذه السورة الكريمة من فوائد ودروس فقد اختارها الباحثان لهذه الدراسة، وتتلخص مشكلة الدراسة في محاولة استنباط أساليب دعوية وتربوية في ضوء السورة، ولإكمال الدراسة استخدم الباحثان المنهج الوصفي والتحليلي للوصول إلى استنباط أساليب وفوائد الدعوة من قصة يوسف عليه السلام. تساهم هذه الدراسة في مجال الدعوة والإرشاد والتربية من خلال إتاحة الفرصة لاستكشاف جوانب الدعوة في ضوء قصة يوسف عليه السلام، حتى يستفيد منها الدعاة المعاصرون في دعوتهم إلى سبيل الله. وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج، من أهمها: أن القصص مفيدة للدعوة إلى الإسلام لأن القصص القرآنية حقيقية وليست خيالاً. ومن النقاط المهمة أيضاً أن الدعاة إلى سبيل الله اليوم قد يكونون أكثر عرضة للابتلاء بالشر والخير، وأن فتنة المرأة كما كانت في الأمم السابقة هي في هذه الأمة أشد وأخطر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء). وتوصي الدراسة العلماء والدعاة إلى سبيل الله بالاهتمام بالقصص القرآنية واستنباط العبر منها. وقد ثبت بالملاحظة والاستقراء أن القصص يشكل ثلث القرآن الكريم.