الطغيان السياسي وسوء توزيع الثروات إن وزعت. سبب جمود الدول.الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :فهذا بحث علمي بعنوان:((مفهوم الطُغيان السياسي والمالي في قَصَص سورة القَصص ـــ دِراسة مَوضوعية)) ان القرآن يقص علينا أنباء الغيب ، التي جرت بين رُسل الله وأممهم، ما بين طاعة وعصيان ، ما بين عاقبة المتقين، وكيف كانت عاقبة المكذبين الظالمين المجرمين. كل ذلك يلوح الى موضع العبرة من سياق القصة ، موضح موطن الحكمة والبشارة والنذارة، ولعل من اسباب تكرار قصص الانبياء تارة بالإيجاز واخرى بالإطناب ومن ذلك قصة نوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، عدت مرات تكررت لما فيه من العبرة ، وهنا قصة موسى وفرعون ببيان واطناب فيها ايناس صاحب الرسالة الاسلامية المحمدية. امر الله سبحانه نبيه ان يعلن حصر عبوديته لرب مكة وكعبتها المحرمة، الذي له كل شيء وهي اشارة لملك الله المطلق تنويها لما سيأتي بتبكيت الطغيانين السياسي ( الاداري في الحكم)المتمثل بالسلطة والحكم فرعون نموذجا في سورة القصص ، والطغيان الاخر : وهو المالي ( المال والثروة) والاثراء غير المشروع متمثل بقارون نموذجا ثانٍ. الناظر للواقع العربي خصوصا والاسلامي عموما، استئناسا بقصص سورة القصص يجد انهما يعانيان من ثلاث مشاكل:في مصافها: الطغيان الساسي، فالأمة مهمشة ، انفار يديرون المشهد والقرار السياسي ، فلا خبراء يسمعون ، ولا قيمة ولا مكان لهم، فمكانهم حشر به السلطان مسبح بحمد السلطان، وخلل مركب آخر تجد مواطن يخرج من السجن بعد عشرين سنة ظلم يمدح ويثني على سجانه انه عامله معاملة حسنة ، هناك خراب داخنه داخل الفرد عمارة فيها دخان.و سوء توزيع الثروة ( المال)، نهب وسلب وحرمان ، النقد والسيولة المالية عند الشياب عمر ستون فما فوق ، اما الشباب حافٍ بس يركب سيارة يدور فيها لتفريغ شحنة العوز، تجده متزوج وله ذرية يسكن بهم ايجار، تحسبه مواطن وافد. واقع مؤلم مرير.وثالثها: السيادة المنقوصة لدول مجلس التعاون العربي او الخليجي ، ليس بيدها قرار السلم والحرب مثلا وانما بيد حليفتها المهيمنة عليها عبر البحار، كل ينتظر دوره لإعلان التصالح مع العدو الاسرائيلي.واخيرا : مالم تعالج هذه المشاكل ، من الصعب التنبؤ بمستقبل هذه الدول العائلية، ونحن نشاهد تسارع وتحولات مذهلة في العالم ، والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.