تعد الجامعة من أهم الركائز الأساسية التي يرتكز عليها المجتمع في الحفاظ على هويته وعلى تراثه الثقافي ومكتسباته، فوظيفتها لا تقتصر على نقل المعارف ومختلف العلوم للطالب وتكوينه الأكاديمي بقدر ماهي إضافة الى ذلك مكان لتعزيز وترسيخ مختلف القيم لديه، وخاصة القيم الثقافية التي تعبر عن هوية المجتمع، وشرط أساسي لاستقراره، وتحقيق امنه المجتمعي، في ظل متغيرات العصر العلمية والتكنولوجية والثقافية، وما يصحبها من سلبيات وتهديدات واختراق لخصوصية المجتمع ولأفراده، وخاصة لفئة الشباب. في الوقت الراهن، الذي يتطلب من الجامعة ويتعين عليها توفير البيئة الجاذبة والمهيئة بشكل دينامي وباليات، حتى تصبح أكثر قدرة على رفع التحدي والتصدي لذلك الخطر، ولكي تصبح أكثر قدرة على تدعيم وترسيخ مختلف القيم وتعزيزها لدى الطالب وعلى رأسها القيم الثقافية والدينية، بناء على التطوير والاستثمار وتوظيف كل ما تملكه، من إمكانات مادية وبشرية، وحسن تسير واستغلال لكفاءاتها العلمية، وفق ما يخدم الفرد والمجتمع. وهذا ما نحاول مناقشته وإظهاره من خلال هذه الورقة البحثية، منطلقين من تساؤل رئيسي مفاده: ما أثر البيئة الجامعية على ترسيخ القيم الثقافية لدى الطالب الجامعي؟