حظيت التنمية المستدامة في الآونة الأخيرة باهتمام بالغ على المستوى الدولي والعالمي، وخاصة بعد أن ركزت عليها اللجنة العالمية للتنمية والبيئة في الأمم المتحدة عام 1987، والتي عرفت بلجنة "برونتلاند - Bruntland"، وذلك في تقريرها المعروف (مستقبلنا المشترك)، وهذه التنمية المستدامة تشمل في طياتها التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وتنمية الموارد البيئية، ويضاف إليها التنمية العلمية؛ من أجل إيجاد نهضة علمية مستدامة تعطي ثمارها للأجيال المقبلة جيلا بعد جيل، ولأهمية هذه التنمية العلمية المستدامة، كان لا بُدَّ من عرضها على الفكر الإسلامي؛ لبيان موقف الإسلام من التنمية المستدامة بصفة عامة، وبيان موقفه من التنمية العلمية المستدامة بصفة خاصة، وما هي أسسها في الفكر الإسلامي، وما هي ركائزها حتى تتأسس عليها هذه النهضة العلمية للأجيال المقبلة، وما الذي وضعه الإسلام لضمان استدامتها، كل ذلك يتكفل ببيانه هذا البحث،
وقد عالجته بعد المقدمة في مبحثين وخاتمة، أما المبحث الأول فقد تضمن: مفهوم التنمية المستدامة والأسس التي تقوم عليها في الفكر الإسلامي، وأما المبحث الثاني فقد تضمن: ركائز التنمية العلمية المستدامة للأجيال المقبلة في الفكر الإسلامي، وأما الخاتمة فقد ضمنتها نتائج البحث وتوصيات الباحث.
وقد اعتمدت في هذه الورقة البحثية على المنهج الاستقرائي؛ لجمع ما يتعلق بالتنمية المستدامة في الفكر الإسلامي من ناحية، والمنهج العقلي والمنطقي والتحليلي لدراسة التنمية المستدامة وترتيب أفكارها وتحليلها من ناحية أخرى.