استهدفت الدراسة الحالية التعرف على المنهج التربوي الإسلامي في التعامل مع الأوبئة، من خلال بيان مفهوم الأوبئة وآثارها التربوية، وكذلك منهج التربية الإسلامية في التعامل مع الأوبئة نظرياً من خلال النصوص، وتطبيقياً من خلال الممارسات التي اتبعتها الدولة الإسلامية عبر التاريخ، واستخدمت الدراسة المنهج الأصولي، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها: أن الشريعة الإسلامية زخرت بالعديد من التوجيهات والتدابير الوقائية الشاملة الخاصة بمواجهة الأوبئة والحد من انتشارها، وهذه التدابير منها تدابير حسية، ومنها تدابير معنوية، التي لو التزم بها الإنسان كانت كفيلة بالمحافظة على نفسه من الأوبئة، وأن الدولة الإسلامية قامت عبر تاريخها بدور كبير في حماية ووقاية حياة مواطنيها من الأوبئة والأمراض المعدية التي تعرضت لها المجتمعات البشرية خلال فترات التاريخ، وكان هناك نوع من المشاركة المجتمعية خلال فترات التاريخ الإسلامي في مواجهة الأوبئة، فكان للعلماء دورُ بارزُ من خلال التوعية والتصنيف والتأليف، وإلى جانب ذلك كانت هناك مشاركة من طبقة الأغنياء في إطار تكاتف اجتماعي في أوقات الأزمات.