ثلاثية الصراع الفكري المعاصر - الأسباب وسبل المواجهة

التصنيف

المقالات العلمية المحكمة

التاريخ

25/07/2024

عدد المشاهدات

190

لا يزال الفكر الإنساني متنوعاً ومتعدداً، وتلك هي سنة الله تعالى في خلقه؛ حيث قال تعالى:{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين} ، والمراد بالاختلاف افتراق الناس في الأديان والاخلاق والأفعال. و هذا الاختلاف والتنوع ظاهرة صحية مادام في إطار الموضوعية، ومحاولة التكامل والتكافل الفكري؛ لذا قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} وإنما مفهوم الشعب قائم على الاختلاف والتفرقة، كما أن الجمع بين هذه الاختلاف أمر وارد، فهو من الألفاظ المشاكلة التي تعني الأمر وضده؛ إذاً مفهوم الشعب لغة قائم على تجمع المختلفين في الفكر والمنهج تحت ما يُسمى بتبادل الثقافات والأفكار، أما لفظ القبائل الوارد في الآية نفسها فمفردها قبيلة، والقبيلة أقل من الشعب، إذ أنها تضم أفراداً يتشابهون في النسب والأصل من أب وجد واحد وغالباً ما في طريقة التفكير، ومن ثم يتضح لنا من الآيتين السابقتين أن الاختلاف الفكري أمر طبيعي ومطلوب من أجل التنوع والتكامل والتكافل، أما الصراع الفكري من أجل التناحر، والقائم على العصبية المطلقة والتي تضيع معها كثير من النتاجات الفكرية، ومن ثم تخسر البشرية الكثير بسبب ذلك الصراع الفكري، فهذا هو الأمر المذموم.  

 

لطفًا النقر هنا لتحميل المقالة وقراءتها من المصدر الأصلي
الإصلاح والتجديد في الفكر العربي - رؤية إسلامية مقومات التغيير الاجتماعي في العهد النبوي وأثرها في تحقيق السلم المجتمعي