تعد الثقافة ترجمة وانعكاسا للسلوك الإنساني، حيث تتحكم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في كل الأفعال الصادرة عنه، والأقوال الصادرة منه، لذا سعت الرسالة الإسلامية لخلق ثقافة تنسجم مع الروح ومكنوناتها، والعقل وأفكاره، والجسد وتحركاته، فكان للثقافة الإسلامية أبعادها ومقاصدها التي تميزها عن غيرها؛ فهي الثقافة التي توجه الإنسان نحو المثل العليا لترتقي به من البشرية إلى الإنسانية، وكان من أوليات هذه الثقافة زرع البعد الإنساني في الإنسان، بما تستدعيه النظرة الشاملة لهذا المقصد ومدلولاته من نهضة فكرية وعلمية وعملية. لذا جاء هذا البحث محاولة لبيان الدور الطلائعي للثقافة الإسلامية في تنمية الوعي بالبعد الإنساني والذي يشكل أحد أهم ركائز البناء الحضاري.