تتناول الد راسة التنـافس السياسـى الأمريكـى الصـينى فـى منطقـة القـرن الأفريقـى - بمفهومهـا الضيق والتى تضم أربع وحدات سياسية (إثيوبيا- جيبوتى- إريتريا- الصـومال) – حيـث يعتبـر المجال السياسى أحد المجالات الهامة التى تشهد تنافساً كبيرا بين القـوتين فـى المنطقـة. وبـدأت الدراسة ببحـث المصالح السياسية لواشنطن وبكين فى المنطقة، ومن ثم أطر التعاون فى المجال السياسى فيما بين الدولتين ودول المنطقة، حيث تتميز أُُطـر التعـاون الصـينى مـع القـارة والمنطقة عن نظيرتها الأمريكية بتعدد جوانبها لتشمل كافة المجالات (الإقتصادى والسياسى والعسكرى وغيرها) لتصبح تلك الأطر بمثابة منتـدى وملتقـى للصـين مـع العـالم، هـذا فـى الوقـت الذى تسيطر فيه المشروطيات السياسية والإقتصادية على العلاقات الأمريكية مع المنطقة.
كما تناقش الدراسة المقاربة السياسية الأمريكية والصينية تجاه دول القرن الأفريقى ،ومشاكل المنطقة الداخلية والخارجية، حيث نجحت الصين فى تعزيز علاقاتها السياسية مع دول المنطقة، ويمكن إرجاع الإستقرار فى العلاقات الصينية مع دول المنطقة الى نهـج الصـين القائم على عدم التدخل فى الشـؤون الداخليـة للـدول الأخـرى والحيـاد تجـاه النزاعـات والصـراعات التى تجرى سواءً داخل تلك الدول أو فيما بينها. هذا فى الوقت الذى تعانى فيه العلاقات السياسية الأمريكية مـع دول المنطقـة بشـكل عـام مـن حالـة مـن التراجـع وعـدم الإسـتقرار، بسـبب التدخل الأمريكى فى الشؤون الداخلية لتلك الدول، واستحضارها نموذج الوصاية الأبوية.
وبمقارنة الموقف الأمريكـى والصـينى مـن قضـايا منطقـة القـرن الأفريقـى الإقليميـة والداخليـة ،قد لا يوجد إختلاف بين أهداف كلا الدولتين، ولكن ما يختلف هو أسلوب تحقيق تلك الأهداف، فتستخدم الولايـات المتحـدة "القـيم الليبراليـة" كمطيـة لتنفيـذ مصـالحها، بينمـا تتخـذ بكـين من حيادها وعدم تدخلها فى شؤون الغير وعـدم خلط الأوراق السياسية والإقتصادية وسيلة لتحقيق مصالحها.