يتطلّب التعامل مع الأطفال الذين تعرّضوا إلى خبرات مؤلمة أثناء الحرب، تفهّمًا عميقًا لاحتياجاتهم الفرديّة وخلفيّاتهم الاجتماعيّة والثقافيّة، وعمق الأثر النفسيّ للظروف التي مرّوا فيها؛ فيجب العمل على توفير الدعم والرعاية المناسبة، لمساعدتهم على التعافي ومتابعة النموّ السليم من مختلف الجوانب النمائيّة لشخصيّاتهم.
من هنا، يتوجّب على مقدّمي رعاية هؤلاء الأطفال، من أب وأمّ ومربّية وأقارب وغيرهم، منحهم اهتمامًا خاصًّا، ومحاولة تطوير مهارتهم، من أجل مساندتهم لتخطّي الأزمات النفسيّة التي يعانونها خلال فترة الحرب، أو ما بعدها. وبالتأكيد، هذا الأمر ليس سهلًا، لأنّ مقدّمي الرعاية أنفسهم قد يعانون آثارًا نفسيّة وصعوبات انفعاليّة واجتماعيّة تحدّ من قدرتهم على مساندة الأطفال من حولهم. ولكن، وعلى الرغم من تفهّم صعوبة الموضوع، أحاول في هذا المقال تقديم العون، بطرح أفكار واقتراحات تساند مقدّمي الرعاية خلال تفاعلهم مع الأطفال في هذه الظروف الصعبة جدًّا، ليوظّفوا منها بقدر استطاعتهم وإمكاناتهم النفسيّة والاجتماعيّة والماديّة المتوفّرة في البيئة المحيطة.