فقه الاستعجال في الخطاب القرآني: دراسة تحليلية في الأسباب والمآلات
محمد المنجي أحمد عبد اللطيف - رضوان جمال يوسف الأطرش
مجلة الرسالة - المجلد 9 العدد 1، حزيران 2025
لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر على الرابط التالي:
https://tinyurl.com/mwryubwn
يتناول هذا البحث مفهوم الاستعجال في القرآن الكريم، حيث يسود الاعتقاد بأن الاستعجال يرتبط بالسلبية، وهو ما تعزز من خلال ممارسات المشركين والمنكرين للوحي الذين استعجلوا نزول العذاب استهزاءً بالرسالة النبوية. ومع ذلك، يعرض القرآن نماذج من استعجال الأنبياء، مثل استعجال موسى عليه السلام لرضا الله عز وجل، مما يدل على وجود نوعين من الاستعجال: الإيجابي والسلبي.
كما أن القرآن يحث على المسابقة في أعمال الخير والتقوى، مما يعكس البعد التربوي والنفسي لهذا المفهوم.
تنبع أهمية البحث من الحاجة إلى دراسة موضوعية تُبرز قيمة هذا المصطلح بشقيه المحمود والمذموم، وتقديم حلول عملية تساعد الناس على فهم آثار الاستعجال، سواء كان محمودًا كاستجابة الأنبياء لأوامر الله عز وجل، أو مذمومًا كتسرع الإنسان في اتخاذ القرارات دون روية.
كما يهدف البحث إلى تصحيح المفاهيم السائدة حول العجلة، وبيان آثارها على النفس والسلوك الإنساني وفق المنهج القرآني والنبوي.
ولتحقيق ذلك، اعتمد الباحث على المنهج الاستقرائي من خلال تتبع الجزئيات البحثية ذات العلاقة بالموضوع في القرآن الكريم، بهدف استخلاص الأحكام الكلية المتعلقة بمفهوم الاستعجال وأقسامه وآثاره، كما اعتمد على المنهج التحليلي لمناقشة الأفكار الخاصة بالموضوع من خلال تحليل النصوص القرآنية واستنباط الدلالات التربوية والنفسية، مما ساهم في الوصول إلى نتائج واضحة حول دور الاستعجال في تشكيل السلوك الإنساني.
وقد كشف البحث أن الاستعجال في القرآن الكريم ليس سلبيًا مطلقًا، بل ينقسم إلى محمود، كما في استعجال الأنبياء لتنفيذ أوامر الله سبحانه، ومذموم، كما في استعجال المشركين للعذاب، مما يدل على ضرورة فهم السياق قبل إصدار الأحكام.
كما تبين أن الاستعجال المذموم يرتبط بآثارٍ تربوية ونفسية سلبية، مثل التسرع في اتخاذ القرارات والوقوع في الظلم والتعدي، بينما الاستعجال المحمود يسهم في تعزيز قيم الطاعة والمسارعة إلى الخيرات.
ويوصي البحث بضرورة تعزيز الوعي بمفهوم الاستعجال في المناهج التربوية والدعوية، من خلال التركيز على توجيهات القرآن الكريم في ضبط السلوك، وتعليم الأفراد كيفية التمييز بين الاستعجال المحمود والمذموم لتحقيق التوازن في حياتهم.