​​القرآن الكريم ومنهجه في إرساء دعائم السلام الدولي

​​القرآن الكريم ومنهجه في إرساء دعائم السلام الدولي
يُبرز القرآن الكريم مفهوم "الخلافة" بوصفه مسؤولية إنسانية في إعمار الأرض على أساس تحقيق السلم والأمن، مميّزًا الإنسان عن المخلوقات السابقة التي نشرت الفساد وسفكت الدماء، كما تساءلت الملائكة: **﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾** (البقرة: 30). فجاء الردّ الإلهي مؤكدًا حكمة الله في خلق الإنسان وفق منهج شامل: **﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾** (البقرة: 30). ومن ثمّ ارتبطت وظيفة الاستخلاف الإنساني جوهريًّا بتحقيق السلم والأمن بمختلف أبعادهما.
يقسّم القرآن الكريم مفهوم السلم إلى صور متعدّدة تشمل: السلم العالمي، السلم الاجتماعي، السلم البيئي، والسلم الداخلي. ولا يكتفي القرآن بإبراز أهمية السلم، بل يؤسس إطارًا تشريعيًا متكاملًا لصيانته واستدامته، بما يجعل السلم أصلًا عقديًّا وتشريعيًّا في آنٍ واحد.
وفي ظلّ ما يشهده العالم المعاصر من تصاعد النزاعات وتفكّك منظومات الأمن الإنساني، تتضاعف أهمية هذه الدراسة التي تتناول الرؤية القرآنية لتحقيق السلم الدولي، وتستكشف منهج القرآن في معالجة الأزمات الإنسانية.
تعتمد الدراسة المنهج الوصفي التحليلي في فحص النصوص القرآنية المتعلقة بالسلم، إلى جانب المنهج الاستنباطي لاستخلاص القواعد الكلية التي تنظّم السلم العالمي في ضوء القرآن الكريم.
وتهدف الدراسة إلى ما يلي:
1. تحليل مفهوم السلم في القرآن وتصنيف أنواعه.
2. استنباط المنهج القرآني في تأسيس السلم الدولي.
3. تحديد الآليات التي يقترحها القرآن لتعزيز الأمن والاستقرار العالميين.
وفي الختام، يعرض الباحثون النتائج التي توصّلوا إليها، متبوعة بالتوصيات والمقترحات الكفيلة بتعزيز قيم السلم العالمي من منظور قرآني.