مقدمة: ماذا يعني "اقتصاد منتج للكرامة"؟
الاقتصاد المنتج للكرامة هو منظومة تجعل الإنسان قادرًا على كسب رزقه بجهده، مع حماية اجتماعية كافية، وبيئة عمل تحترم جسده وعقله وروحه.
في هذا الاقتصاد، يُنظر إلى الفقير باعتباره شريكًا في البناء، لا عبئًا على الموازنة، وإلى العامل كـ صاحب قيمة، لا مجرد رقم في جدول الرواتب.
تتكوّن هذه المنظومة من تشريعات، وسياسات، وثقافة عامة، ومؤسسات مالية وتعليمية، تعمل معًا من أجل هدف واحد: "أن يعيش الإنسان حياته وهو يشعر بأن عمله له معنى، ودخله يكفيه، ومشاركته محترمة."
1. إعادة تعريف هدف الاقتصاد: من تراكم الربح إلى خدمة الإنسان
الفكرة:
الخطوة الأولى تقوم على تعديل السؤال المركزي: من "كيف نزيد الناتج المحلي؟" إلى "كيف نجعل النشاط الاقتصادي يخدم كرامة الإنسان؟".
يُترجم ذلك في الخطط التنموية عبر مؤشرات مثل:
الخطوة الأولى تقوم على تعديل السؤال المركزي: من "كيف نزيد الناتج المحلي؟" إلى "كيف نجعل النشاط الاقتصادي يخدم كرامة الإنسان؟".
يُترجم ذلك في الخطط التنموية عبر مؤشرات مثل:
- نسبة من يملكون دخلًا يكفي حياة كريمة.
- مستوى الرضا عن ظروف العمل.
- مدى العدالة في توزيع الفرص.
مثال واقعي:
بعض دول الشمال الأوروبي تعتمد في تقييم نجاحها على مؤشرات السعادة وجودة الحياة إلى جانب المؤشرات الاقتصادية التقليدية، فيُوجّه الإنفاق العام نحو التعليم والصحة والإسكان، بما يضمن شعور المواطن أن النظام يعمل من أجله، لا العكس.
بعض دول الشمال الأوروبي تعتمد في تقييم نجاحها على مؤشرات السعادة وجودة الحياة إلى جانب المؤشرات الاقتصادية التقليدية، فيُوجّه الإنفاق العام نحو التعليم والصحة والإسكان، بما يضمن شعور المواطن أن النظام يعمل من أجله، لا العكس.
2. ضمان حدّ معيشي كريم عبر الأجور والحماية الاجتماعية
الفكرة:
الاقتصاد المنتج للكرامة يربط الأجور بـ"سلة احتياجات أسرة حقيقية": سكن مناسب، غذاء صحي، تعليم أساسي، رعاية صحية، وتنقّل.
كما يُضيف شبكة حماية اجتماعية لمن يتعرض لمرض، أو عجز، أو شيخوخة.
الاقتصاد المنتج للكرامة يربط الأجور بـ"سلة احتياجات أسرة حقيقية": سكن مناسب، غذاء صحي، تعليم أساسي، رعاية صحية، وتنقّل.
كما يُضيف شبكة حماية اجتماعية لمن يتعرض لمرض، أو عجز، أو شيخوخة.
مثال واقعي:
يمكن لمدينة عربية أن تعتمد حدًا أدنى للأجور مبنيًا على دراسة تكاليف المعيشة، مع صندوق تضامن عمّالي يمول من مساهمات أصحاب الأعمال والدولة، يمنح دعماً مرحليًا لمن يفقد عمله، مع برنامج لإعادة التأهيل المهني.
يمكن لمدينة عربية أن تعتمد حدًا أدنى للأجور مبنيًا على دراسة تكاليف المعيشة، مع صندوق تضامن عمّالي يمول من مساهمات أصحاب الأعمال والدولة، يمنح دعماً مرحليًا لمن يفقد عمله، مع برنامج لإعادة التأهيل المهني.
3. ربط الدخل بالعمل المنتج والمعنى لا بالاعتماد السلبي
الفكرة:
الكرامة تزدهر عندما يشعر الإنسان أن دخله يأتي من إسهام حقيقي في المجتمع.
لذلك تُبنَى السياسات حول:
الكرامة تزدهر عندما يشعر الإنسان أن دخله يأتي من إسهام حقيقي في المجتمع.
لذلك تُبنَى السياسات حول:
- برامج تدريب مهني مرتبطة باحتياجات السوق.
- حاضنات أعمال للمشروعات الصغيرة.
- عقود عمل عادلة تمنح استقرارًا معقولًا للعامل.
مثال واقعي:
الكثير من برامج المشروعات متناهية الصغر في بعض الدول الآسيوية تمنح تمويلًا بسيطًا مع تدريب، فيتحول متلقّي الدعم إلى صاحب مشروع صغير: ورشة خياطة، عربة طعام، متجر أسري… فيشعر أنه منتج، لا متلقٍ دائمًا للعون.
الكثير من برامج المشروعات متناهية الصغر في بعض الدول الآسيوية تمنح تمويلًا بسيطًا مع تدريب، فيتحول متلقّي الدعم إلى صاحب مشروع صغير: ورشة خياطة، عربة طعام، متجر أسري… فيشعر أنه منتج، لا متلقٍ دائمًا للعون.
4. توزيع أكثر عدلًا للملكية عبر التعاونيات والشراكات
الفكرة:
حين تتركّز الملكية في أيدي قلّة، يشعر العامل أن جهده يخدم غيره فقط، فيتآكل إحساسه بالكرامة.
الاقتصاد المنتج للكرامة يوسّع دوائر الملكية من خلال:
حين تتركّز الملكية في أيدي قلّة، يشعر العامل أن جهده يخدم غيره فقط، فيتآكل إحساسه بالكرامة.
الاقتصاد المنتج للكرامة يوسّع دوائر الملكية من خلال:
- التعاونيات الزراعية والاستهلاكية.
- شركات يملك العاملون فيها حصصًا من الأسهم.
- نظم مشاركة في الأرباح لا تقتصر على المديرين.
مثال واقعي:
في كثير من القرى، أنشئت تعاونيات زراعية يمتلكها المزارعون أنفسهم.
يبيعون منتجاتهم عبر كيان مشترك، يحصلون على أسعار أفضل، ويشاركون في القرار، فيتغيّر موقعهم من أفراد معزولين إلى شركاء في كيان اقتصادي يحميهم.
في كثير من القرى، أنشئت تعاونيات زراعية يمتلكها المزارعون أنفسهم.
يبيعون منتجاتهم عبر كيان مشترك، يحصلون على أسعار أفضل، ويشاركون في القرار، فيتغيّر موقعهم من أفراد معزولين إلى شركاء في كيان اقتصادي يحميهم.
5. تمويل يخدم الإنسان: صيغ تشاركية وعدالة في المخاطر
الفكرة:
آليات التمويل تؤثر مباشرة في كرامة الناس:
آليات التمويل تؤثر مباشرة في كرامة الناس:
- قروض ربوية قاسية تضغط على الفقير.
- أو صيغ تمويل تشاركي تتحمل جزءًا من المخاطر، وتعمل من أجل النجاح المشترك.
مثال واقعي:
نموذج البنوك الإسلامية التشاركية، أو بنوك الفقراء التي تمنح تمويلًا صغيرًا بدون تعقيد مبالغ فيه، مع متابعة للمشروع وتدريب لصاحبه، يقدّم مثالًا على تمويل يسعى لتمكين الإنسان، لا دفعه إلى دائرة الديون الخانقة.
نموذج البنوك الإسلامية التشاركية، أو بنوك الفقراء التي تمنح تمويلًا صغيرًا بدون تعقيد مبالغ فيه، مع متابعة للمشروع وتدريب لصاحبه، يقدّم مثالًا على تمويل يسعى لتمكين الإنسان، لا دفعه إلى دائرة الديون الخانقة.
6. اقتصاد "فرصة ثانية" لمن تعثّر أو أُقصي
الفكرة:
الاقتصاد المنتج للكرامة يعطي مساحة واسعة لـ"العودة":
الاقتصاد المنتج للكرامة يعطي مساحة واسعة لـ"العودة":
- من فقد عمله بسبب تحوّلات السوق.
- من خرج من السجن.
- من عاش تجربة إدمان ثم تعافى.
تُبنى برامج خاصة لإعادة دمج هؤلاء عبر التدريب، والعمل الاجتماعي، والمشروعات الصغيرة.
تُبنى برامج خاصة لإعادة دمج هؤلاء عبر التدريب، والعمل الاجتماعي، والمشروعات الصغيرة.
مثال واقعي:
بعض الدول أنشأت شركات اجتماعية توظّف من خرجوا من السجون في مجالات مثل الزراعة الحضرية أو إعادة التدوير، مع دعم نفسي واجتماعي، فيستعيد الشخص شعوره بقيمته، بدل أن يبقى محاصرًا بصورة الماضي.
بعض الدول أنشأت شركات اجتماعية توظّف من خرجوا من السجون في مجالات مثل الزراعة الحضرية أو إعادة التدوير، مع دعم نفسي واجتماعي، فيستعيد الشخص شعوره بقيمته، بدل أن يبقى محاصرًا بصورة الماضي.
7. تمكين اقتصادي للمرأة بوصفه رافعة لكرامة الأسرة
الفكرة:
المرأة حين تمتلك مهارة ودخلًا مناسبًا تزداد قوة الأسرة واستقلالها.
الاقتصاد المنتج للكرامة يفتح أمام النساء:
المرأة حين تمتلك مهارة ودخلًا مناسبًا تزداد قوة الأسرة واستقلالها.
الاقتصاد المنتج للكرامة يفتح أمام النساء:
- برامج تدريب مهني مرنة في المواعيد.
- فرص عمل عن بعد.
- مشروعات منزلية منظّمة تسويقيًا وقانونيًا.
مثال واقعي:
منصات التجارة الإلكترونية التي توفّر واجهة بيع لمشروعات منزلية صغيرة في مجالات مثل المأكولات، والأشغال اليدوية، ومنتجات العناية، تمنح آلاف النساء دخلًا يحسّن حياة الأسرة ويعزّز احترام الذات.
منصات التجارة الإلكترونية التي توفّر واجهة بيع لمشروعات منزلية صغيرة في مجالات مثل المأكولات، والأشغال اليدوية، ومنتجات العناية، تمنح آلاف النساء دخلًا يحسّن حياة الأسرة ويعزّز احترام الذات.
8. ربط الاقتصاد بالمجتمع المحلي: من سوق مجهول إلى نسيج اجتماعي
الفكرة:
الاقتصاد المنتج للكرامة يحاول أن يبقي صلات حيّة بين المنتج والمجتمع المحيط:
الاقتصاد المنتج للكرامة يحاول أن يبقي صلات حيّة بين المنتج والمجتمع المحيط:
- أسواق المزارعين الأسبوعية.
- العلامات التجارية التي تذكر اسم الحرفي أو المزارع.
- تشجيع الشراء من المنتج المحلي.
مثال واقعي:
في مدن كثيرة، تُنظّم أسواق أسبوعية للمزارعين، يبيعون فيها مباشرة لسكان المدينة.
هذا النوع من الأسواق يرفع دخل المنتج الصغير، ويمنحه اعترافًا اجتماعيًا، ويتذكر المستهلك أن خلف كل حبة خضار أو فاكهة إنسانًا يبذل جهدًا.
في مدن كثيرة، تُنظّم أسواق أسبوعية للمزارعين، يبيعون فيها مباشرة لسكان المدينة.
هذا النوع من الأسواق يرفع دخل المنتج الصغير، ويمنحه اعترافًا اجتماعيًا، ويتذكر المستهلك أن خلف كل حبة خضار أو فاكهة إنسانًا يبذل جهدًا.
9. حوكمة شفافة تجعل المواطن شريكًا لا متفرجًا
الفكرة:
الكرامة تتطلّب شعورًا بأن النظام الاقتصادي عادل في القواعد:
الكرامة تتطلّب شعورًا بأن النظام الاقتصادي عادل في القواعد:
- ضرائب تُستخدم في خدمات ملموسة.
- موازنات معلنة.
- آليات لمساءلة المسؤولين.
عندما يعلم المواطن إلى أين تذهب الأموال، وكيف تُتخذ القرارات، ينشأ شعور بالشراكة لا بالغربة.
عندما يعلم المواطن إلى أين تذهب الأموال، وكيف تُتخذ القرارات، ينشأ شعور بالشراكة لا بالغربة.
مثال واقعي:
منصّات الموازنة التشاركية في بعض المدن، حيث يُعرض جزء من الميزانية على المواطنين، ويُسمح لهم بالتصويت على أولويات الإنفاق في أحيائهم: حدائق، مكتبات، مرافق شبابية… فيشعر الناس أن صوتهم مؤثر، وأن أموالهم تعود إليهم في صورة خدمات محترمة.
منصّات الموازنة التشاركية في بعض المدن، حيث يُعرض جزء من الميزانية على المواطنين، ويُسمح لهم بالتصويت على أولويات الإنفاق في أحيائهم: حدائق، مكتبات، مرافق شبابية… فيشعر الناس أن صوتهم مؤثر، وأن أموالهم تعود إليهم في صورة خدمات محترمة.
10. ثقافة سوق أخلاقية: من "الزبون دائمًا على حق" إلى "الإنسان دائمًا ذو كرامة"
الفكرة:
في الاقتصاد المنتج للكرامة، ثقافة السوق جزء من الآلية:
في الاقتصاد المنتج للكرامة، ثقافة السوق جزء من الآلية:
- احترام المتعاملين في البيع والشراء.
- الامتناع عن استغلال جهل المستهلك.
- حملات توعية تحثّ على العدل في الأسعار، والصدق في الإعلان، وجودة المنتج.
مثال واقعي:
إطلاق مدوّنة شرف للتجّار في مدينة ما، يلتزم بها من يوقّع عليها، مع منح علامة تميّز المحل الملتزم بقواعد أخلاقية: وضوح الأسعار، احترام الزبون، استرجاع البضاعة ضمن شروط عادلة، مع توعية إعلامية تشجّع الناس على التعامل مع هذه المتاجر.
إطلاق مدوّنة شرف للتجّار في مدينة ما، يلتزم بها من يوقّع عليها، مع منح علامة تميّز المحل الملتزم بقواعد أخلاقية: وضوح الأسعار، احترام الزبون، استرجاع البضاعة ضمن شروط عادلة، مع توعية إعلامية تشجّع الناس على التعامل مع هذه المتاجر.