مبادىء التلقين (3) - ماذا يحدث عندما تتحدث مع ChatGPT؟

مبادىء التلقين (3) - ماذا يحدث عندما تتحدث مع ChatGPT؟
1) تبدأ العملية بتحويل كلماتك إلى صيغة يفهمها النظام؛ إذ يتعامل ChatGPT مع النصوص كرموز رقمية يجري تحليلها بدقة لمعرفة بنيتها اللغوية ودلالاتها الأولية.
2) يحدد النموذج نية السؤال وسياقه العام من خلال تحليل المفردات والعلاقات بينها، وقراءة ما دار سابقًا في المحادثة، مما يمنحه تصورًا أوليًا عن الهدف الذي تسعى إليه.
3) يستدعي المعرفة المتراكمة من مرحلة التدريب؛ فالنموذج تعلّم سابقًا من ملايين الصفحات والكتب والمقالات، ويستفيد من هذه الخبرات المتراكمة لتكوين قاعدة معرفية واسعة تساعده في الإجابة.
4) يفحص الأنماط اللغوية الأقرب لمجال سؤالك؛ إذ يبحث داخل شبكة العلاقات الداخلية للنموذج عن أنماط وتعبيرات تتناسب مع الموضوع المطروح، سواء أكاديمية أو تقنية أو عامة.
5) يولّد عدة احتمالات للردود الممكنة من خلال خوارزمية تقدير احتمالات الكلمات والجمل، فيظهر أمامه طيف واسع من الطرق المحتملة لصياغة الإجابة.
6) يختبر درجة الاتساق بين الجمل المتتابعة؛ فيقارن بين ما ينوي قوله وما قيل سابقًا في المحادثة، لضمان تماسك الفكرة وتجنب التناقض أو التشويش.
7) يصوغ الفكرة الأساسية للرد بطريقة مناسبة للسياق؛ فيعمل على تنظيم الأفكار المختارة ويقرر لهجتها: علمية، تربوية، تحليلية، أو مبسطة حسب حاجتك.
8) يبني الفقرة كلمةً تلو أخرى عبر سلسلة تقديرات دقيقة؛ فهو لا يكتب الجملة دفعة واحدة، بل يختار كل كلمة بناءً على احتمالات محسوبة تجعل الجملة مترابطة وطبيعية.
9) يقيم جودة الرد داخليًا من حيث الوضوح والترابط؛ فيعيد تقييم نبرة الخطاب، وشكل التعبير، ومدى تلبية الإجابة لتوقعاتك.
10) يقدّم لك النص النهائي بصياغة بشرية سلسة؛ والهدف أن تستقبل إجابة مفهومة ومتناسقة، تُشعرك بأنّك تتحاور مع مساعد قادر على تتبّع أفكارك وتقديم قيمة معرفية.
السؤال: 
     كيف تتحوّل كلمات المستخدم عند تفاعله مع ChatGPT من نصّ مكتوب إلى إجابة متماسكة ذات معنى، وما المراحل الذهنية واللغوية التي يمرّ بها النموذج منذ لحظة قراءة السؤال، مرورًا بتحليل النية والسياق، واستدعاء المعرفة والأنماط، وصولًا إلى بناء الجملة كلمةً كلمة وتقديم ردّ يبدو طبيعيًا ومفهومًا؟
الجواب:
     تبدأ رحلة الإجابة عندما يستقبل ChatGPT كلمات المستخدم ويحوّلها مباشرة إلى تمثيل رقمي دقيق يسمح بفهم البنية اللغوية والمعنى الأولي. بعد ذلك، يجري تحليل نية السؤال وسياقه العام عبر المفردات المستخدمة وتسلسل الحوار، فيتكوّن تصور واضح عن الهدف من السؤال وطبيعته.
     ينتقل النموذج بعدها إلى تفعيل المعرفة المتراكمة من مرحلة التدريب، حيث يستحضر خبرات واسعة مستخلصة من نصوص متنوعة، ثم يبحث داخل شبكته الداخلية عن الأنماط اللغوية الأقرب لمجال السؤال، سواء كانت تعليمية أو تحليلية أو تواصلية. في هذه المرحلة، تتولّد عدة مسارات محتملة للإجابة، تمثل طرقًا مختلفة لصياغة الرد.
     يقارن النموذج بين هذه المسارات من حيث الاتساق والترابط مع ما ورد سابقًا في الحوار، ثم يختار المسار الذي ينسجم أكثر مع السياق ونبرة المستخدم. بعد ذلك تُنظَّم الفكرة الأساسية للرد، ويُحدَّد أسلوبها بما يناسب الغاية المطلوبة.
تُبنى الفقرة تدريجيًا عبر اختيار الكلمات واحدة تلو الأخرى وفق تقديرات احتمالية دقيقة، ثم تُراجع داخليًا من حيث الوضوح وسلاسة التعبير. في النهاية، يقدَّم النص بصياغة متماسكة وقريبة من الأسلوب البشري، بما يتيح للمستخدم تجربة حوار غنيّة وقيمة معرفية واضحة.