إن الدين الإسلامي ليس مجرد دين ينتمي إليه الفرد لإشباع فطرته، ولكنه منهج شامل متكامل يضبط حياة الإنسان ويدله على الطريق الصحيح؛ إذ يحتوي الدين الإسلامي على مجموعة من القيم الإسلامية التي تهتم بها الدولة الإسلامية والتي إن التزم بها الفرد صلحت له حياته ونال أجرًا. كما تساعد القيم الإسلامية على بناء شخصية المسلم، وتحديد أهدافه في حياته، فضلاً عن أنها تُسهّل التعامل معه لسهولة التنبؤ بردود أفعاله وتصرفاته عندما تُعرف قيمه وأخلاقه، كما إن للقيم الإسلامية أثرًا كبيرًا في ضبط الشهوات والمطامع، وإصلاح الأخلاق والنفس، وهذا ما يدفع الإنسان إلى الإحسان وعمل الخير، هذا بالإضافة إلى دور القيم الإسلامية في تقوية النفس فلا تضعف في المواطن التي يجدر بها أن تكون قوية، وتعمل على صون تصرفات الشخص من الانتقادات والتناقضات، وبذلك تُشعره بالأمان، وتمنحه حرية التعبير عن نفسه، وتعمل على تحسين إدراكه وفهمه للأمور من حوله، وتدفعه إلى العمل وتوجه نشاطه وتحفظه، وتحرص على تناسقه مع النشاطات الأخرى. وتعرف القيم الإسلامية بأنها مجموعة من الصفات والمبادئ الإنسانية الإيجابية التي تحددها الشريعة الإسلامية تبعًا لمنهج القرآن والسنة، وهذه القيم من شأنها دفع المسلم للتصرف بطريقة إيجابية، وتحسين سلوكه فيما يواجهه في حياته من مواقف. ويمكن للأفراد أن يحصلوا على القيم الإسلامية من مصادر عدة، أولها القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم إجماع العلماء واجتهادهم، ثم ما غلبت عليه مصلحة المجتمع العامة، ثم ما اعتاد الأفراد عليه، وإن كان بين هذه المصادر اختلاف، فإن الأولى هو الرجوع للقرآن الكريم المصدر الأول للتشريع والتبليغ، وهذه القيم قد تكون دعوة للتحلي ببعض الصفات أو دعوة لترك بعضها الآخر من السيئات، ولا بد أن للقيم الإسلامية أهمية كبيرة للفرد والمجتمع منها: تساعد الفرد في تحسين سلوكه واتخاذه للقرارات المصيرية، وتُهذّب أخلاق المسلم وتجعله يتحلى بالصفات الحسنة، وتبعده عن الأخلاق الذميمة، وهذا من شأنه أن يعزز السلوك العام لأفراد المجتمع، وتزيد من الثقة بالنفس ومن شعور الفرد بالأمان، فهو في حاجته للقيم التي يعود إليها دومًا كلما أخطأ أو تاه أو ضل الطريق، وتضع له ضوابط وحدودًا تمنعه من الانجراف للشهوات والمعاصي، وتساعد على تماسك المجتمع وترابطه، فلو التزم جميع المسلمين بالقيم الاسلامية واتخذوها منهجًا لكان المجتمع وحدة واحدة متراصة، وتعد بمثابة دستور ومنهج يتعلم جميع أفراد المجتمع منه، مما يشكل التناسق الفكري والثقافي والتربوي بينهم.